مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الإنشاء

صفحة 54 - الجزء 1

  ليتولّد منه فى الماضى التنديم؛ نحو: «هلّا أكرمت زيدا»!، وفى المضارع التخصيص؛ نحو: «هلا تقوم!. وقد يتمنّى ب (لعل) فيعطى حكم (ليت)؛ نحو: «لعلّى أحجّ؛ فأزورك»؛ بالنصب؛ لبعد المرجوّ عن الحصول.

  (٤٦٦) ومنها: الاستفهام؛ وألفاظه الموضوعة له: (الهمزة) و (هل) و (ما) و (من) و (أيّ) و (كم) و (كيف) و (أين) و (أنّى) و (متى) و (أيّان):

  ف «الهمزة»: لطلب التصديق؛ كقولك: «أقام زيد؟»، و «أزيد قائم؟»، أو التصوّر، كقولك: «أدبس فى الإناء أم عسل؟»، «أفى الخابية دبسك أم فى الزّقّ؟»؛ ولهذا⁣(⁣١) لم يقبح: أزيد قام؟ وأعمرا عرفت؟ والمسئول عنه بها: هو ما يليها؛ كالفعل فى: أضربت زيدا؟ والفاعل فى: أأنت ضربت زيدا؟ والمفعول فى: أزيدا ضربت؟ (٤٧٠) و «هل»: لطلب التصديق فحسب؛ نحو: هل قام زيد؟ وهل عمرو قاعد؟ ولهذا امتنع: هل زيد قام أم عمرو؟ وقبح: هل زيدا ضربت؟ لأنّ التقديم يستدعى حصول التصديق بنفس الفعل دون: «هل زيدا ضربته؟»، لجواز تقدير المفسّر قبل (زيدا).

  وجعل السكاكىّ قبح: «هل رجل عرف؟» لذلك، ويلزمه ألا يقبح: «هل زيد عرف؟». وعلّل غيره قبحهما بأنّ (هل) بمعنى «قد» فى الأصل.

  وترك الهمزة قبلها لكثرة وقوعها فى الاستفهام.

  (٤٧٣) وهى تخصص المضارع بالاستقبال، فلا يصحّ: «هل تضرب زيدا وهو أخوك؟»، (٤٧٦) ولاختصاص التصديق بها، وتخصيصها المضارع بالاستقبال: كان لها مزيد اختصاص بما كونه زمانيّا أظهر؛ كالفعل؛ ولهذا كان {فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ}⁣(⁣٢) أدلّ على طلب الشكر من: «فهل تشكرون؟»، «فهل أنتم تشكرون؟»؛ لأن إبراز ما سيتجدّد فى معرض الثابت أدلّ على كمال العناية بحصوله، ومن: «أفأنتم شاكرون؟»؛ وإن كان للثبوت؛ لأن (هل) أدعى للفعل من «الهمزة»؛ فتركه معها أدلّ على ذلك؛ ولهذا لا يحسن: «هل زيد منطلق؟» إلا من البليغ.

  (٤٧٩) وهى قسمان:


(١) أى لمجيء الهمزة لطلب التصور.

(٢) الأنبياء: ٨٠.