مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الاستعارة

صفحة 21 - الجزء 2

  (٣١٠) وإما عقليّ؛ نحو: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ}⁣(⁣١)؛ فإنّ المستعار منه كشط الجلد عن نحو الشاة، والمستعار له كشف الضوء عن مكان الليل، وهما حسّيّان، والجامع ما يعقل من ترتّب أمر على آخر.

  (٣١٦) وإما مختلف؛ كقولك: «رأيت شمسا» وأنت تريد إنسانا كالشمس فى حسن الطلعة، ونباهة الشأن.

  (٣١٦) وإلا⁣(⁣٢) فهما إمّا عقليان؛ نحو: {مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا}⁣(⁣٣)؛ فإنّ المستعار منه الرقاد، والمستعار له الموت، والجامع عدم ظهور الفعل؛ والجميع عقلىّ.

  (٣١٨) وإمّا مختلفان، والحسى هو المستعار منه، نحو: {فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ}⁣(⁣٤)؛ فإنّ المستعار منه كسر الزجاجة، وهو حسىّ، والمستعار له التبليغ، والجامع التأثير؛ وهما عقليان، وإمّا عكس ذلك؛ نحو: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ}⁣(⁣٥)؛ فإن المستعار له كثرة الماء؛ وهو حسىّ، والمستعار منه التكبّر، والجامع الاستعلاء المفرط؛ وهما عقليان.

  (٣٢١) وباعتبار اللفظ قسمان؛ لأنه إن كان اسم جنس فأصليّة؛ كأسد وقتل؛ وإلا فتبعيّة⁣(⁣٦)؛ كالفعل، وما اشتقّ⁣(⁣٧) منه، والحرف:


(١) يس: ٣٧.

(٢) أى: وإن لم يكن الطرفان حسيين.

(٣) يس: ٥٢.

(٤) الحجر: ٩٤.

(٥) الحاقة: ١١.

(٦) أى: وإن لم يكن اللفظ المستعار اسم جنس فالاستعارة تبعية.

(٧) وفى نسخة: (وما يشتق منه)، والمراد به اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة.