الجمع
  (٥٢٣) فالأول: ضربان؛ لأن النشر إمّا على ترتيب اللف؛ نحو: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ}(١). وإما على غير ترتيبه؛ كقوله(٢) [من الخفيف]:
  كيف أسلو وأنت حقف وغصن ... وغزال لحظا وقدّا وردفا
  (٥٢٦) والثاني: كقوله تعالى: {وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى}(٣) أى: قالت اليهود: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا. وقالت النصارى: لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى؛ فلفّ لعدم الالتباس؛ للعلم بتضليل كل فريق صاحبه.
الجمع
  (٥٢٨) ومنه: الجمع؛ وهو أن يجمع بين متعدّد فى حكم واحد(٤)؛ كقوله تعالى: {الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا}(٥)، ونحو(٦) [من الرجز]:
  إنّ الشّباب(٧) والفراغ والجده ... مفسدة للمرء أى مفسده
(١) القصص: ٧٣.
(٢) البيت لابن حيوس ديوانه ٢/ ٤٧، والإيضاح ص ٥٠٤، والمصباح ص ٢٤٧. والحقف: الجملة من الرمل.
(٣) البقرة: ١١١.
(٤) من (شرح التلخيص).
(٥) الكهف: ٤٦.
(٦) البيت لأبى العتاهية، ديوانه ص ٤٤٨ من أرجوزته ذات الأمثال، والطراز ٣/ ١٤٢، والمصباح ٢٤٧.
(٧) تصحفت فى (ط) إلى (الشاب).