مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

تقسيم التشبيه باعتبار وجهه

صفحة 196 - الجزء 2

  عن نفس اللؤلؤ، والبرد، والأقاح، مجازا أو حقيقة، وإن جعلت للظن فالمعنى تظنه متبسما عن هذه الأشياء؛ لكن الغرض تشبيه أسنانه بما ذكر على كل حال، وعبر عن ذلك بتلك العبارة المتضمنة لإفادة الغرض، ويدل على قصد التشبيه وجود كأن؛ لأن المجاز يجب فيه - كما يأتى - أن لا يشم فيه رائحة التشبيه لفظا، ولو لا وجود لفظ كأن لأمكن أن يكون مجازا، كقوله: يفتر أى: يتبسم عن لؤلؤ رطب، وعن برد، وعن أقاح، وعن طلع وهو جمار النخل، وعن حبب وهو ما يطلع على الماء عند إفراغه على ماء آخر مما يشبه الزجاج فى الإشراق لا فى القدر، وقوله: يفتر لا يدل على التشبيه، بل هو قرينة المجاز، ويتضمن هذا المجاز أيضا تشبيه الجمع لصحته، حيث صح المجاز فلا يبعد التمثيل به له، ثم أشار إلى تقسيم التشبيه باعتبار الوجه، وهو أنه إما تمثيل أو غيره، وإما مجمل، أو مفصل، وإما قريب، أو بعيد، فقال:

تقسيم التشبيه باعتبار وجهه

  (وباعتبار الوجه) معطوف على قوله: باعتبار الطرفين، أى: التشبيه باعتبار الوجه ينقسم انقساما آخر، وهو أنه:

تشبيه التمثيل

  (إما تمثيل) أى: إما أن يكون مسمى بالتمثيل (وهو) أى: التمثيل (ما) أى: التشبيه الذى (وجهه) وصف منتزع أى: مأخوذ (من متعدد) أى: مما له تعدد فى الجملة سواء كان ذلك التعدد متعلقا بأجزاء الشيء الواحد أو لا فدخل فيه على هذا أربعة أقسام، ما كان طرفاه مفردين، وما كانا مركبين، وما كان الأول مفردا والثانى غير مفرد والعكس، وذلك (كما) أى: كالوجه فيما (مر) من تشبيه الثريا بعنقود الملاحية، فإنهما مفردان، والوجه هيئة انتزعت من أجزاء كل ومن وصفه ووصف جزئه - كما تقدم تحقيقه - ومر تشبيه مثار النقع من الأسياف بالليل مع الكواكب، فإنهما مركبان، إذ ليس ما اعتبر فى كل طرف جزءا أو كالجزء لمجموع مسمى باسم واحد كما فى الثريا والعنقود حتى يكونا مفردين، والوجه هى الهيئة المنتزعة مما اعتبر فى كل طرف من السيوف والغبار فى الأول، والليل والكواكب فى الثانى، ومن أوصاف