مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

شرح المغربي لمقدمة السعد على تلخيص المفتاح

صفحة 89 - الجزء 1

  حياة الجسم ثم استعمل فى نفس العقل بناء على أنه نفس العلم مجازا مرسلا، ثم صار حقيقة عرفية، ويتوجه أنه شبه العقل بالماء كناية، وذكر الجمود تخييلا.

  (بصر البليات) والصر البرد الشديد الذى يجمد به الماء، وإضافته إلى البليات من إضافة المشبه به إلى المشبه كما لا يخفى (وحمود) أى: انطفاء (الفطنة) أى: العقل والذكاء بذهاب كثرة منافعه فى مداركه، وكأنه شبه الفطنة بالنار فى انتشارها فى المدارك وتحكمها فيها كانتشار النار وعدم تقلب شيء من المحترق عنها، فأضمر التشبيه كناية، ونسب لها ما هو من لوازم المشبه به وهو الخمود (بصر صر) أى: الريح الشديدة (النكبات) أى: المصائب، وإضافته لما بعده كإضافة الصر لما بعده. قيل: وفى تشبيه الطبيعة العقلية بالماء والنار ما يدل على جودتها واعتدالها وأخذها من طرفى الحرارة والبرودة معا، ولم تمل لأحدهما على الخصوص.

  (و) مع (ترامى البلدان بى والأقطار) للالتباس بالأسفار الضرورية (و) مع (نبو) أى: بعد (الأوطان عنى) فى تلك الأسفار (و) نبو (الأوطار) أى: الحوائج عنى فيها؛ لأنها سبب الاغتراب المانع عادة من نيل الأوطار (حتى) أى: ف (طفقت) أى: جعلت (أجوب) أى: أقطع (كل) مكان (أغبر) أى: كثير الغبرة (قاتم الأرجاء) أى: مظلم النواحى بتلك الغبرة (و) طفقت (أحرر) أى: أهذب وأنقح (كل سطر منه) أى: من هذا المختصر (فى شطر) أى قطعة وطرف (من الغبراء) وهى التراب المتطاير عند المشي أو غيره، وصار حالى فى هذه الأسفار فى انتقالى من موضع إلى آخر حال القائل (يوما) أكون (بحزوى) اسم موضع (و) أكون (يوما) آخر (بالعقيق) موضع (و) أكون (بالعذيب) موضع آخر (يوما و)⁣(⁣١) أكون (يوما) آخر (بالخليصاء) موضع (ولما وفقت بعون الله تعالى) أى: بإعانته وتقويته (للإتمام) هذا يدل على تأخير الخطبة عن التأخير، (وفضضت) أى: أزلت وفتحت (عنه) عن الكتاب المشروح أو عن الشرح (ختامه بالاختتام) أى: بختمه وتمامه. أما إزالة الختام أى: الطابع السائر للمشروع باختتام الشرح، فالمراد به إزالة الخفاء بختامه، والمراد بالختام على هذا انبهامه مجازا عن الختام


(١) سقطت من المطبوع.