مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

شرح المغربي لمقدمة السعد على تلخيص المفتاح

صفحة 90 - الجزء 1

  المحسوس، وأما إزالة الختام عن الشرح؛ فلأنه مستور لا يشتغل به إلا بعد ختامه، ويحتمل هذا فى المشروح أيضا؛ لأنه لا يتفهم منه إلا بعد تمامه، وفى بعض النسخ قوضت بالقاف ثم الواو من التقويض، وهو نقض البناء من غير هدم، وفى موضع الختام فى هذه النسخة الخيام بالمثناة أسفل جمع خيمة، وهو بمعنى ما قبله؛ لأن المراد إزالة الساتر عن الاشتغال بالشرح بختامه (بعد ما كشفت عن وجوه خرائده اللثام) شبه معانى الكتاب فى حسنها واحتجابها على الأفهام بالخرائد، وهى الجوارى المستحسنات فاستعار لها الخرائد وذكر اللثام، وهو ما يوضع على الفم والوجوه ترشيح (و) بعد ما (وضعت كنوز فرائده) إلى محاسن علومه التى هى كالكنوز فى خفائها، والفرائد فى الأصل الجواهر المستحسنة ثم استعيرت لمحاسن العلم (على طرف الثمام) متعلق بوضعت، أى: وضعت تلك العلوم على حد الثمام وطريقته، والثمام نبت سهل التناول. وما كان على حده وطريقته فى السهولة يكون سهل التناول، وبعدية التقويض عن كشف أستار الكتاب إنما تتم إذا أريد به كما تقدم رفع الحجاب بينه وبين الناس فى تمكنهم من مطالعته، ولا شك أن ذلك يكون بالاختتام الذى هو بعد تفسيره وكشف أستاره (سعد الزمان) بظهور الخير فيه وهو جواب لما (وساعد الإقبال) أى: وافقنى بعد الإباية على كل مطلوب (ودنا المنى) أى: قرب ما أتمنى بظهور أمارته (وأجابت الآمال) أى وافقتنى فى الاتصال بها مرجواتى بعد الإباية، ونسبة السعادة إلى الزمان والمساعدة للإقبال مجاز عقلى، والمراد أهلهما. ودنو المنى بدنو زمانه، فهو على إسقاط المضاف، وشبه الآمال بإنسان مجيب بعد الطلب فى حصول المراد فى الجملة فأضمر التشبيه فى النفس كناية، وذكر الإجابة تخييلا (وتبسم) عطف على سعد (فى وجوه رجائى المطالب) شبه المطالب بإنسان مرغوب منه التناول متبسم، وشبه الرجاء بإنسان طالب استعارة بالكناية فيهما، وإضافته إلى الأول الوجه، وإلى الثانى التبسم تخييل، والمراد إقبال المطالب بعد بعدها، ثم بين سبب سعادة الزمان وإقبال المطالب بقوله (ب) سبب (أن توجهت تلقاء) أى جهة (مدين) أى: مكان شبيه بمدين، وهو مكان شعيب # فى حصول المآرب فيه، فهو استعارة من العلم ويأتى وجه