مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

شرح المغربي لمقدمة السعد على تلخيص المفتاح

صفحة 92 - الجزء 1

  الخطيات فى السيوف، وذكر المنثور ترشيح، وذلك كناية عن كثرة الجهاد، ولذلك قال لنصرة أى: كتب منثورا بالخطيات على السيوف لأجل نصرة الخلق أى: الممدوح.

  (وهو السلطان الأعظم) لا وزيره أو خليفته (مالك رقاب الأمم) بقهره لهم (ملاذ) أى: ملجأ (سلاطين العرب والعجم) لدفعه عنهم مالا يطيقون دفعه ولو كانوا بما هم عليه (ملجأ) أى: مهرب (صناديد) جمع صنديد بكسر الصاد وهو الشجاع المقدام (ملوك العالم) لأن الشجاعة والقوة تنته إليه فيلجأون إليه فيما لا يستطيعون (ظل الله تعالى على بريته) أى: خليقته، وتسميه السلطان ظلا؛ لأنه يلجأ إليه من الشدائد كما يلجأ إلى الظل من الحر، وإضافته إلى الله تعالى؛ لأنه هو الناصر له والمملك له (وخليفته فى خليقته) حيث أعطاه قوة يتحكم بها فى العباد وأمره فيهم بالعدل الذى هو وصفه.

  (حافظ البلاد) من الشرور بأسرها (وناصر العباد) على جميع الأعداء (ماحى ظلم الظلم والعناد) أى: مذهب الظلم والعناد اللذين هما كالظلمات فى الاغتمام عندهما، وعدم الوصول معهما إلى رشد ونفع (رافع منار الشريعة النبوية) والمنار الصومعة، ورفع منار الشريعة كناية عن إظهارها؛ لأن رفع المنار يستلزم ظهور مصاحبها، وهو ما رفع له (ناصب) أى: رافع (رايات) أى: أعلام العلوم الدينية، فالكلام كناية كما قبله. (خافض جناح الرحمة لأهل الحق واليقين) شبه رحمته بطائر له أفراخ يخفض الجناح ويرخيها لحفظ تلك الأفراخ، ووجه الشبه حفظ ما يخشى فساده، فأضمر التشبيه فى النفس استعارة بالكناية وذكر الجناح تخييل، ويحتمل غير ذلك (ماد سرادقات الأمن) الحاصل (بالنصر والعز والفتح المبين) أى: البين. والسرادقات هى أخبية الرؤساء، وإضافتها إلى الأمن من إضافة المشبه به إلى المشبه وذكر المد ترشيح للتشبيه، ووجه الشبه كون كل منهما ملجأ لدفع ما يكره (كهف الأنام) شبه بالكهف فى الالتجاء إليه (ملاذ) أى: ملجأ (الخلق قاطبة) أى: جميعا (ظل الإله) للالتجاء من حر الشدائد إليه كالظل (جلال الحق والدين) أى: به يعظم الحق فى صدور الخلق ويعظم الدين، ولا يخفى ما فى هذا الثناء من سوء المبالغة (أبو المظفر) كنية الممدوح (السلطان