تطبيق عام على الاطلاق والتقييد
  ١ - منها: التخصيص نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة: ٥](١)
  ٢ - ومنها: رد المخاطب إلى الصواب عند خطئه في تعيين المفعول نحو: نصرا رأيت، ردا لمن اعتقد أنك رأيت غيره.
  ٣ - ومنها: كون المتقدم(٢) محط الإنكار مع متعجب نحو: أبعد طول التجربة تنخدع بهذه الزخارف.
  ٤ - ومنها: رعاية موازاة رؤوس الآي نحو: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ٣٠ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ}[الحاقة: ٣١] وهلم جرّا من بقية الأغراض الّتي سبقت.
تطبيق عام على الاطلاق والتقييد
  إذا كنت في نعمة فارعها ... فإن المعاصي تزيل النعم
  [المتقارب]
  جملة فارعها: إنشائية أمرية. والأمر مستعمل في أصل معناه، المسند إليه أنت وهي مقيدة بالمفعول به لبيان ما وقع عليه الفعل، ومقيدة بالشروط للتعليق؛ وكانت أداة الشرط (إذا) لتحقق الحصول «فإن المعاصي تزيل النعم» جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث،
(١). وذلك لأن المناسب لمقام عرض العبادة له تعالى تخصيصها به، لا مجرد الإخبار بأن العبادة له، فاستفادة التخصيص من التقديم إنما هي بحسب المقام، لا بأصل الوضع.
(٢). أي فيكون التقديم: التبرك: والتلذذ وموافقة كلام السامع. والاهتمام وضرورة الشعر. وغير ذلك.
واعلم أن اختلاف الترتيب بين المعمولات:
إما لأمر معنوي: نحو {وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى} فلو أخر المجرور لتوهم أنه من صلة الفاعل.
والمراد كونه من صلة فعله.
وإما لأمر لفظي: نحو {وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى} فلو قدم الفاعل لاختلفت الفواصل، لأنها مبنية على الألف، وقد يتقدم بعض المفاعيل على بعض، إما لأصالته في التقدم لفظا: نحو حسبت زيدا كريما فإن زيدا وإن كان مفعولا في الحال لكنه مبتدأ في الأصل، أو معنى: نحو أعطى زيد عمرا درهما، فإن عمرا وإن كان مفعولا بالنسبة إلى زيد لكنه لا يخلو من معنى الفاعلية بالنسبة إلى الدرهم. لأنه آخذه، والدرهم مأخوذ.