جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

تطبيق عام على الاطلاق والتقييد

صفحة 143 - الجزء 1

  والمراد بالخبر التحذير من المعاصي. المسند إليه (المعاصي) والمسند جملة: تزيل، وأتى به جملة: لتقوية الحكم بتكرار الأسناد، وقيد بالمفعول به «النعم» لبيان ما وقع عليه الفعل، والحكم مقيد بأن للتوكيد.

  إن اجتهد خليل أكرمته: الجملة «أكرمته» وهي جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي، المسند أكرم، والمسند إليه التاء، وهي مقيدة بالمفعول به لبيان ما وقع عليه الفعل وبالشرط للتعليق. وكانت أداة الشرط «إن» لعدم الجزم بوقوع الفعل.

  وأصابت تلك الربى عين شمس ... أورثتها من لونها اصفرارا

  [الخفيف]

  كلما جال طرفها تترك النا ... س سكارى وما هم بسكارى

  وأصابت تلك الربى جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي. والمراد بالخبر أصل الفائدة. المسند أصاب ذكر، لأن الأصل في ذلك. وقدم لإفادة الحدوث في الزمن الماضي مع الاختصار. والمسند إليه عين شمس. وذكر لأن الأصل فيه ذلك وأخر: لاقتضاء المقام تقديم المسند. وخصص بالإضافة لتعينها طريقا لاحضار معناه في ذهن السامع، والمضاف إليه (شمس) قيد بالصفة «أورثتها من لونها» لأنها في محل جر صفة شمس للتخصيص، وقيد الحكم بالمفعول به «تلك» لبيان ما وقع عليه الفعل، وعرف المفعول به بالإشارة لبيان حاله في البعد. وقيد المفعول بالبدل «الربى» لتقدير حاله في نفس السامع «تترك الناس سكارى» هي الجملة الرئيسية، لأن الشرطية لا تعتبر إلا بجوابها، وهي جملة خبرية اسمية من الضرب الابتدائي، والمراد بالخبر التفخيم، المسند إليه الناس، ذكر وقدم لأن الأصل فيه ذلك وعرف بأل للعهد الذهني، لأن المراد بالناس، الذين نظروا إليها، والمسند سكارى، ذكر وأخر لأن الأصل فيه ذلك ونكر للتهويل، والحكم مقيد «بتترك» لإفادة التحويل، وبالشرط للتعلق، كانت أداة الشرط «كلما» لإفادة التكرار «وما هم بسكارى» جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث. والمراد بالخبر أصل الفائدة. والمسند إليه هم، والمسند سكارى والحكم مقيد بما لنفي الحال.