الباب التاسع في الإيجاز، والإطناب، والمساواة
  ٦ - أو شرطا نحو: {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}[آل عمران: ٣١]. أي: فإن تتبعوني.
  ٧ - أو جواب شرط نحو: {وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ}[الأنعام: ٢٧]. أي: لرأيت أمرا فظيعا.
  ٨ - أو مسندا نحو: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[لقمان: ٢٥] أي: خلقهنّ اللّه.
  ٩ - أو مسندا إليه كما في قول حاتم: [الطويل]
  أماويّ ما يغني الثّراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصّدر
  أي: إذا حشرجت النفس يوما.
  ١٠ - أو متعلقا نحو: {لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ}[الأنبياء: ٢٣] أي: عما يفعلون.
  ١١ - أو جملة نحو: {كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ}[البقرة: ٢١٣] أي: فاختلفوا فبعث.
  ١٢ - أو جملا كقوله تعالى: {فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ}[يوسف: ٤٥، ٤٦](١) أي فأرسلوني إلى يوسف لأستعبره الرؤيا، فأرسلوه فأتاه، وقال له: يوسف أيها الصديق.
  واعلم أنه لا بد من دليل يدل على المحذوف وهو:
  إما العقل وحده: نحو وجاء ربك، وإما العقل مع غيره: نحو حرمت عليكم الميتة، أي تناولها. وإما العادة: نحو فذلكن الذي لمتنني فيه، أي في مراودته. وإما الشروع فيه: نحو ﷽، أؤلف مثلا، وإما مقارنة الكلام للفعل: كما تقول لمن تزوج «بالرفاء والبنين» أي أعرست متلبسا بالألفة والبنين.
  واعلم أن دواعي الإيجاز كثيرة منها: الاختصار، وتسهيل الحفظ وتقريب الفهم، وضيق المقام، وإخفاء الأمر على غير السامع، والضجر والسآمة، وتحصيل المعنى الكثير باللفظ اليسير - الخ.
  ويستحسن الإيجاز في الاستعطاف، وشكوى الحال، والاعتذارات، والتعزية، والعتاب،
(١). فأرسلون. حكاية عن أحد الفتيين الذي أرسله العزيز إلى يوسف # ليستعبره ما رآه.
تنبيه: حذف الجمل أكثر ما يرد في كلام اللّه ø. إذ هو الغاية في الفصاحة، والنهاية في مراتب البلاغة.
واعلم أن كلّا من الحشو والتطويل يخل ببلاغة الكلام، بل لا يعد الكلام معهما إلا ساقطا عن مراتب البلاغة كلها.