جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثاني في الإطناب وأقسامه

صفحة 182 - الجزء 1

  والوعد، والوعيد، والتوبيخ، ورسائل طلب الخراج، وجباية الأموال، ورسائل الملوك في أوقات الحرب إلى الولاة، والأوامر والنواهي الملكية، والشكر على النعم.

  ومرجعك في إدراك أسرار البلاغة إلى الذّوق الأدبي، والإحساس الروحي.

المبحث الثاني في الإطناب وأقسامه

  الإطناب: زيادة اللفظ على المعنى لفائدة، أو هو تأدية المعنى بعبارة زائدة عن متعارف أوساط البلغاء: لفائدة تقويته وتوكيده نحو: {رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً}⁣[مريم: ٤] أي كبرت.

  فإذا لم تكن في الزيادة فائدة يسمى تطويلا إن كانت الزّيادة في الكلام غير متعينة.

  ويسمى حشوا إن كانت الزيادة في الكلام متعينة لا يفسد بها المعنى.

  فالتطويل كقول: عدي العبادي: في جذيمة الأبرش: [الوافر]

  وقدّدت الأديم لراهشيه ... وألفي قولها كذبا ومينا⁣(⁣١)

  فالمين والكذب بمعنى واحد، ولم يتعين الزائد منهما، لأنّ العطف بالواو لا يفيد ترتيبا ولا تعقيبا ولا معية، فلا يتغير المعنى بإسقاط أيهما شئت.


(١). وقددت أي قطعت والضمير فيه يعود على الزباء. وهي امرأة ورثت الملك عن أبيها، والأديم الجلد، ولراهشيه. أي: إلى أن وصل القطع للراهشين وهما عرقان في باطن الذراع يتدفق الدم منهما عند القطع، والضمير في ألفي يعود على المقطوع راهشاه، وهو جذيمة الأبرش. وامراد الإخبار بأن جذيمة غدرت به الزباء وقطعت راهشيه، وسال منه الدم حتى مات، وأنه وجد ما وعدته من تزوجه بها كذبا ومينا، وهما بمعنى واحد. وإحدى الكلمتين زائدة فلا يتغير المعنى بإسقاط أيهما شئت.