جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

الباب التاسع في الإيجاز، والإطناب، والمساواة

صفحة 185 - الجزء 1

  السادس: التنويه بشأن المخاطب⁣(⁣١) نحو: «إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إبراهيم».

  السابع: الترديد: وهو تكرار اللفظ متعلقا بغير ما تعلق به أولا نحو: السخى: قريب من اللّه، قريب من الناس، قريب من الجنة. والبخيل: بعيد من اللّه، بعيد من الناس، بعيد من الجنة.

  الثامن: التلذذ بذكره، نحو قول: مروان بن أبي حفصة. [الطويل]

  سقى اللّه نجدا والسّلام على نجد ... ويا حبذا نجد على القرب والبعد

  التاسع: الإرشاد إلى الطريقة المثلى، كقوله تعالى: {أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى}⁣[القيامة: ٣٤ - ٣٥].

  ٦ - ومنها: الاعتراض لغرض يقصده المتكلم وهو أن يؤتى في أثناء الكلام، أو بين كلامين متصلين في المعنى، بجملة معترضة، أو أكثر، لا محل لها من الإعراب⁣(⁣٢). وذلك لأغراض يرمي إليها البليغ غير دفع الإيهام.

  أ - كالدعاء: نحو: إني حفظك اللّه مريض. وكقول عوف بن محلم الشيباني: [السريع]

  إن الثمانين وبلّغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان⁣(⁣٣)

  ب - والتنبيه على فضيلة العلم كقول الآخر:

  واعلم فعلم المرء ينفعه ... أن سوف يأتي كل ما قدرا

  [الكامل]


(١). أو التشويه بشأن المخاطب كقول الإمام الحسين #: انّ الدعىّ ابن الدّعى قد ركضني بين اثنتين، بين السلة والذلة وهيهات منّا الذلة.

(٢). لم يشترط بعضهم وقوعه بين جزأي جملة ولا بين كلامين، بل جوز وقوعه آخر الكلام مطلقا، سواء وليه ارتباطا بما قبله أو لا، كقوله تعالى {وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} فجملة ونعم الوكيل معترضة، وليست معطوفة على ما قبلها حتى يلزم عطف الانشاء على الخبر.

(٣). بلغتها بفتح التاء أي بلغك اللّه إياها، وترجمان كزعفران، ويجوز ضم التاء مع الجيم واعلم أن الدعاء من الشاعر موجه إلى المخاطب بطول عمره، وأن يعيش مثله ثمانين سنة، واعلم أنه قد يقع الاعتراض في الاعتراض كقوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ}.