جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

الباب التاسع في الإيجاز، والإطناب، والمساواة

صفحة 186 - الجزء 1

  ج - والتنزيه: كقوله: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ}⁣[النحل: ٥٧].

  د - وزيادة التأكيد: كقوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}⁣[لقمان: ١٤].

  ه - والاستعطاف كقول الشاعر: [الكامل]

  وخفوق قلب لو رأيت لهيبه ... يا جنتي لرأيت فيه جهنما

  و - والتهويل: نحو: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}⁣[الواقعة: ٧٦].

  ٧ - ومنها الإيغال: وهو ختم الكلام بما يفيد نكتة، يتم المعنى بدونها كالمبالغة: في قول الخنساء: [البسيط]

  وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار

  فقولها: كأنه علم واف بالمقصود، لكنها أعقبته بقولها في رأسه نار لزيادة المبالغة، ونحو:

  قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ}⁣[البقرة: ٢١٢].

  ٨ - ومنها التذييل: وهو تعقيب جملة بجملة أخرى مستقلة، تشتمل على معناها، تأكيدا لمنطوق الأولى،⁣(⁣١) أو لمفهومها نحو قوله تعالى: {وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً}⁣[الإسراء: ٨١]. ونحو قوله تعالى: {ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ}⁣[سبأ: ١٧].

  والتذييل: قسمان قسم يستقل بمعناه، لجريانه مجرى المثل. وقسم لا يستقل بمعناه، لعدم جريانه مجرى المثل.

  فالأول: الجاري مجرى الأمثال، لاستقلال معناه، واستغنائه عما قبله كقول طرفة:

  كلّ خليل كنت خاللته ... لا ترك اللّه له واضحه

  [السريع]

  كلكم أروغ من ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحه


(١). التأكيد ضربان: تأكيد المنطوق كما في هذه الآية، وتأكيد المفهوم كقوله: [الطويل]

ولست بمستبق أخا لا تلمّه ... على شعث إي الرجال المهذب

فقد دل بمفهومه على نفي الكمال من الرجال فأكده بقوله: «أي الرجال المهذب».