الباب التاسع في الإيجاز، والإطناب، والمساواة
  ج - والتنزيه: كقوله: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ}[النحل: ٥٧].
  د - وزيادة التأكيد: كقوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}[لقمان: ١٤].
  ه - والاستعطاف كقول الشاعر: [الكامل]
  وخفوق قلب لو رأيت لهيبه ... يا جنتي لرأيت فيه جهنما
  و - والتهويل: نحو: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}[الواقعة: ٧٦].
  ٧ - ومنها الإيغال: وهو ختم الكلام بما يفيد نكتة، يتم المعنى بدونها كالمبالغة: في قول الخنساء: [البسيط]
  وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
  فقولها: كأنه علم واف بالمقصود، لكنها أعقبته بقولها في رأسه نار لزيادة المبالغة، ونحو:
  قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ}[البقرة: ٢١٢].
  ٨ - ومنها التذييل: وهو تعقيب جملة بجملة أخرى مستقلة، تشتمل على معناها، تأكيدا لمنطوق الأولى،(١) أو لمفهومها نحو قوله تعالى: {وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً}[الإسراء: ٨١]. ونحو قوله تعالى: {ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ}[سبأ: ١٧].
  والتذييل: قسمان قسم يستقل بمعناه، لجريانه مجرى المثل. وقسم لا يستقل بمعناه، لعدم جريانه مجرى المثل.
  فالأول: الجاري مجرى الأمثال، لاستقلال معناه، واستغنائه عما قبله كقول طرفة:
  كلّ خليل كنت خاللته ... لا ترك اللّه له واضحه
  [السريع]
  كلكم أروغ من ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحه
(١). التأكيد ضربان: تأكيد المنطوق كما في هذه الآية، وتأكيد المفهوم كقوله: [الطويل]
ولست بمستبق أخا لا تلمّه ... على شعث إي الرجال المهذب
فقد دل بمفهومه على نفي الكمال من الرجال فأكده بقوله: «أي الرجال المهذب».