جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

تطبيق

صفحة 28 - الجزء 1

تطبيق

  بيّن العيوب التي أخلّت بفصاحة الكلام فيما يأتي:

  لك الخير غيري رام من غيرك الغنى ... وغيري بغير اللاذقيّة لاحق

  [الطويل]

  وأزورّ من كان له زائرا ... وعاف عافي العرف عرفانه⁣(⁣١)

  [السريع]

  أنى يكون أبا البرايا آدم ... وأبوك والثقلان أنت محمد⁣(⁣٢)

  [الكامل]

  ومن جاهل بي وهو يجهل جهله ... ويجهل علمي أنه بي جاهل

  [الطويل]

  وقلقلت بالهمّ الذي قلقل الحشا ... قلاقل همّ كلهنّ قلاقل

  [الطويل]

  وما مثله في الناس إلا مملكا ... أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه⁣(⁣٣)

  [الطويل]


(١). العيب في تنافر الكلمات، والمعنى انحرف عنه من كان يزوره، وكره طالب الإحسان معرفته.

(٢). يريد كيف يكون آدم أبا البرايا وأبوك محمد وأنت الثقلان أي الإنس والجن. يعني أنه قد جمع ما في الخليقة من الفضل والكمال، وقد فصل بين المبتدأ والخبر وهما أبوك محمد. وقدم الخبر على المبتدأ تقديما قد يدعو إلى اللبس في قوله: «والثقلان وأنت» على أنه بعد هذا التعسف لم يسلم كلامه من سخف وهذر.

(٣). يريد الفرزدق مدح إبراهيم بن إسماعيل خال هشام بن عبد الملك، وما مثله في الناس حي «أحد» يقاربه «يشابهه» إلا مملكا، أبوه، فقدم المستثنى على المستثنى منه، وفصل بين مثل وحي وهما بدل ومبدل منه وبين أبو أمه وأبوه وهما مبتدأ وخبر، وبين حي ويقاربه وهما نعت ومنعوت، ولا يفصل بين كل منهما بأجنبي والمعنى: وليس إبراهيم في الناس أحد يشبهه في الفضائل إلّا ابن أخته هشام، فضمير أمه عائد على المملك، وضمير أبوه عائد على إبراهيم الخال.