جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الثالث في تقسيم الخبر إلى جملة فعلية وجملة اسمية

صفحة 63 - الجزء 1

  يستفاد منها سوى ثبوت الحركة للأرض، بدون نظر إلى تجدد ذلك ولا حدوثه.

  وقد تخرج الجملة الاسمية عن هذا الأصل، وتفيد الدوام والاستمرار بحسب القرائن: إذا لم يكن في خبرها فعل مضارع: وذلك بأن يكون الحديث في مقام المدح، أو معرض الذّم كقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}⁣[القلم: ٤] فسياق الكلام في معرض المدح دال على إرادة الاستمرار مع الثبوت، ومنه قول النضر بن جؤبة يتمدح بالغنى والكرم: [البسيط].

  لا يألف الدرهم المضروب صرّتنا ... لكن يمر عليها وهو منطلق

  يريد أن دراهمه لا ثبات لها في الصرة ولا بقاء، فهي دائما تنطلق منها، وتمرق مروق السهام من قسيتها، لتوزع على المعوزين وأرباب الحاجات.

  واعلم أن الجملة الاسمية لا تفيد الثبوت بأصل وضعها، ولا الاستمرار بالقرائن، إلا إذا كان خبرها مفردا نحو: الوطن عزيز. أو كان خبرها جملة اسمية نحو: الوطن هو سعادتي. أما إذا كان خبرها فعلا فإنها تكون كالجملة الفعلية في إفادة التجدد والحدوث في زمن مخصوص، نحو: الوطن يسعد بأبنائه، ونحو: [المتقارب].

  نروح ونغدو لحاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي