علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

المبحث الثاني في تعريف المسند اليه بالاضمار

صفحة 112 - الجزء 1

الباب السادس في التعريف وفيه ثمانية مباحث

المبحث الأول في الفرق بين النكرة والمعرفة والداعي الى التعريف

  كل من النكرة والمعرفة يدل على معين وإلا امتنع الفهم، إلا أن النكرة تدل على معين من حيث ذاته لا من حيث هو معين، أي ليس في لفظ النكرة ما يشير الى أن السامع يعرفه فليس في اللفظ دلالة على ملاحظة التعين، والمعرفة تدل على معين أي إن في لفظ المعرفة ما يشير إلى أن السامع يعرفه، وإذا فالنكرة يفهم منها ذات المعين فحسب ولا يفهم منها كونه معلوما للسامع، والمعرفة يفهم منها ذات المعين وكونه معلوما للسامع.

  والتعين في المعرفة، إما أن يكون بنفس اللفظ، كما في الاعلام، وإما بقرينة خارجية، كما في غيره من بقية المعارف.

  ويعدل عن التنكير الى التعريف لتزداد الفائدة وتتم، فإن فائدة الخبر أو لازمها كلما ازداد متعلقها معرفة زاد غرابة، واعتبر ذلك بما تراه من عظيم الفرق بين قولنا: ثوب نفيس اشترى في السوق، وقولنا: ثوب حرير مطرز من صنع بلدة كذا اشتراه فلان أمس بألف دينار.

المبحث الثاني في تعريف المسند اليه بالاضمار

  يعرف المسند اليه بالاضمار، لأن المقام مقام تكلم، كقوله # يوم بدر: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب» وقول بشار:

  أنا المرعث لا أخفى على أحد ... ذرت بي الشمس للقاصي وللداني⁣(⁣١)


(١) الرعثة القرط يعلق في شحمة الأذن، ولقب بشار بالمرعث لرعثة كانت له في صغره، وذرت طلعت.