المبحث الثالث في تعريف المسند اليه بالعلمية
  من تنكيس الرءوس والخجل، من أهوال يوم القيامة، وبيانا لأنها بلغت الغاية في الظهور، بحيث لا تخفى على أحد، ولا تختص بها رؤية راء، بل كل من يتأتى منه الرؤية يدخل في الخطاب، ولهذا نظائر كثيرة في القرآن الكريم، نحو: {وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً}(١).
المبحث الثالث في تعريف المسند اليه بالعلمية
  يؤتى بالمسند إليه لأغراض، منها:
  ١ - إحضار معناه في ذهن السامع باسمه الخاص ليمتاز عما عداه كقوله تعالى:
  {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ}(٢).
  ٢ - التعظيم في الاعلام التي تشعر بمدح كسيف الدولة وصلاح الدين.
  ٣ - الاهانة في الاعلام التي تشعر بذم نحو صفوان وصخر.
  ٤ - الاستلذاذ بذكره كما يذكر المحبون أسماء من يحبون، ومن ثم يقول المتنبي مادحا عضد الدولة:
  أساميا لم تزده معرفة ... وإنما لذة ذكرناها
  وعليه قول مجنون ليلي:
  بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاي منكن أم ليلى من البشر
  ٥ - الكناية عن معنى يصلح العلم له بحسب معناه قبل العلمية، كما يقال: أبو الفضل وأخو الحرب، فاطلاق ذلك اطلاقا علميا يجوّز أن يلاحظ فيه الأصل مع القرينة، فيلمح في الأول أنه ملابس للفضل فهو صاحب المكارم، وفي الثاني أنه ملاصق للحرب، فهو شجاع فاتك.
  ٦ - التفاول في الاعلام التي تشعر بذلك نحو: سعد وسعيد.
  ٧ - التطير والتشاؤم نحو: السفاح والجراح.
  ٨ - التسجيل على السامع حتى لا يتأتى له الإنكار، كما يقول القاضي لشخص: هل أقرّ إبراهيم بكذا، فيقول إبراهيم: أقر بكذا، فلم يقل هو لتسجيل الحكم وضبطه لئلا يجد المشهود عليه سبيلا للإنكار.
(١) سورة الانسان الآية ٢٠.
(٢) سورة البقرة الآية ١٢٧.