المبحث الخامس في تعريف المسند اليه بالموصولية
  ٨ - قصد التنبيه على أن المشار اليه المعقب بأوصاف جدير بما يذكر بعد اسم الإشارة نحو: {أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(١)، فقد عقب المشار اليه وهم المنقون بأوصاف، وهي الإيمان بالغيب وإقامة الصلاة وما بينهما، ثم عرف المسند اليه بالإشارة تنبيها على أن المشار اليهم أحقاء أجل تلك الخصال بأن يفوزوا بالهداية عاجلا أو آجلا، قال في «الكشاف»، ونظيره قول حاتم:
  ولله صعلوك يساور همه ... ويمضي على الأحداث والدهر مقدما
  اذا ما رأى يوما مكارم أعرضت ... تيمم كبراهن ثمت صما
  اذا الحرب أبدت ناجذيها وشمرت ... وولّ هدان القوم أقبل معلما
  فذلك إن يهلك فحسنى ثناؤه ... وإن عاش لم يقعد ضعيفا مذمما(٢)
  فقد قال: لله صعلوك، ثم عدد له خصالا فاضلة من المضاء على الأحداث مقدما وتيمم كبرى المكرمات والتأهب للحرب، الى غير ذلك مما ذكره بعد، ثم عقبه بقوله: فذلك إن يهلك.
  ٩ - التهكم والسخرية كقوله: من يهزأ بأعمى هذا الهلال في السماء.
  ١٠ - الإشارة الى فطانته وذكائه حتى كأن غير المحسوس عنده كالمحسوس، نحو: هذا ما تشير اليه عبارتك.
المبحث الخامس في تعريف المسند اليه بالموصولية
  يعرف المسند اليه بالموصولية لدواع، منها:
  ١ - عدم علم المخاطب بالأحوال المختصة به سوى الصلة، نحو: من دخل هذا الحصن استحق أكبر ألقاب الشرف.
  ٢ - التفخيم، أي التهويل والتعظيم، نحو قوله تعالى: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ}(٣).
(١) سورة البقرة الآية ٦.
(٢) صعاليك العرب فقراؤهم ومتلصصوهم، والمساورة المواثبة، والهم العزيمة والقصد، وأعرضت ظهرت، والهدان الأحمق الثقيل.
(٣) سورة طه الآية ٧٨.