علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

المبحث السادس في تعريف المسند اليه باللام

صفحة 118 - الجزء 1

  فهو مع كونه يشير الى أن الخبر المبني عليه من جنس الرفعة والبناء، يعرّض بتعظيم بناء بيته لأنه فعل من رفع السماء، أو ذريعة الى تحقيق الخبر نحو:

  إن التي ضربت بيتا مهاجرة ... بكوفة الجند غالت ودّها غول⁣(⁣١)

  ففي ضربها البيت في مكان المهاجرة تحقيق للحكم بزوال محبتها وودها.

  ٦ - الحث على التعظيم نحو: جاء الذي أدبك، ورباك فأحسن تربيتك.

  ٧ - التهكم، نحو: {قالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}⁣(⁣٢).

  ٨ - الحث على الترحم، نحو: الذي سبى أولاده، ونهب طريقه وتلاده، يستحق المعونة.

  ٩ - تعليل الحكم، نحو: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً}⁣(⁣٣).

  ففي ذكر الإيمان والعمل الصالح بيان لسبب فوزهم بالجنات ورفع الدرجات، وعلى الجملة، فلطائف هذا الباب لا تكاد تنحصر.

المبحث السادس في تعريف المسند اليه باللام

  يؤتى بالمسند اليه معرفا باللام، لإفادة معنى من المعاني التي تفيدها اللام، ذلك أنها تنقسم قسمين: لام العهد الخارجي، وهي ثلاثة أنواع: صريحي، وكنائي، وعلمي. ولام الحقيقة، وهي أربعة أقسام: لام الحقيقة أو لام الجنس، ولام العهد الذهني، ولام الاستغراق الحقيقي، ولام الاستغراق العرفي:

  ١ - لام العهد الصريحي هي ما يتقدم مدخولها صراحة، كما في قوله تعالى: {اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ}⁣(⁣٤)، فقد ذكر المصباح والزجاج منكّرين ثم أعيدا معرّفين.


(١) سميت الكوفة كوفة الجند لاقامة جند العرب بها عند تمصيرها، وغالته غول، أي أزالته وأهلكته.

(٢) سورة الحجر الآية ٦.

(٣) سورة الكهف الآية ١٠٨.

(٤) سورة النور الآية ٣٥.