علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

الباب التاسع في الخروج عن مقتضى الظاهر

صفحة 146 - الجزء 1

  في القانتين من الرجال، تغليبا لهم على القانتات، وقد جروا على خلاف الغالب في ألفاظ معدودات فغلبوا المؤنث على المذكر.

  ٢ - تغليب الكثير على القليل نحو: فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس، غلب الملائكة على إبليس وهو ليس منهم، وسمي الجميع ملائكة.

  ٣ - تغليب المعنى على اللفظ نحو: بل أنتم قوم تجهلون، بدل يجهلون، الذي ضميره للقوم ولفظه غائب مراعاة للخطاب بأنتم.

  ٤ - تغليب المخاطب على الغائب نحو: أنت وعلي صنعتما كذا.

  ٥ - تغليب أحد المتناسين على الآخر كالأبوين والقمرين للأب والأم والشمس والقمر، وعليه قول المتنبي:

  واستقبلت قمر السماء بوجهها ... فأرتني القمرين في وقت معا

  ٦ - تغليب العقلاء على غيرهم نحو: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}

  يوضع الخبر موضع الإنشاء لأغراض، منها:

  (١) التفاؤل في الجمل الدعائية، نحو: وفقك الله الى ما فيه الخير، وقول النابغة:

  أتاني (أبيت اللعن) أنك لمتني ... وتلك التي أهتمّ منها وأنصب⁣(⁣١)

  (٢) التباعد عن صيغة الأمر تأدبا واحتراما للسامع كما تقول لعظيم: ينظر مولاي في شأني ويقضي طلبتي، مكان: انظر واقض.

  (٣) التنبيه على تيسر المطلوب لوفرة الأسباب واستكمال العدة، كما يقول القائد حاثا جنده: تفتكون بالأعداء وتنزلونهم من حصونهم وتذيقونهم الردى، مكان: افتكوا وأنزلوهم وأذيقوهم.

  (٤) إظهار الرغبة في حصول المطلوب كما تقول في الكتاب لغائب: جمع الله الشمل وقرّب أيام اللقاء.


(١) أبيت اللعن أي أبيت أن تفعل شيئا تلعن به وكانت هذه تحية الملوك، وأهتم أصير لأجلها ذا هم، والنصب التعب.