الباب الثاني عشر في الايجاز والاطناب والمساواة وفيه خمسة مباحث
  {وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}(١) تقديره: لتعذبن يا كفار مكة.
  (ي) حذف الشرط، نحو: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}(٢) تقديره: فإن لم يتسن لكم إخلاص العبادة لي في أرض فإياي فاعبدون في غيرها.
  (ك) حذف جواب الشرط، وهو نوعان:
  ١ - أن يحذف لمجرد الاختصار، كقوله تعالى: {وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}(٣)، أي اعرضوا، بدليل قوله تعالى بعده: {إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ}(٤).
  ٢ - أن يحذف للدلالة على أنه شيء لا يحيط به الوصف أو لتذهب نفس السامع كل مذهب ممكن فلا يتصور شيئا إلا والأمر أعظم منه، نحو: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ}(٥).
  (ل) حذف حروف المعاني، وقد توسعوا في ذلك، لكثرة دورانها، وفشو استعمالها، وكثر ذلك في:
  (لا) كقول عاصم المنقري:
  رأيت الخمر جامحة وفيها ... خصال تفسد الرجل الحليما
  فلا والله أشربها حياتي ... ولا أسقي بها أبدا نديما
  (لو) نحو: {مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ}(٦) تقديره: إذ لو كان معه آلهة لذهب كل إله بما خلق.
(١) سورة الفجر الايات ١ و ٢ و ٣.
(٢) سورة العنكبوت الاية ٦.
(٣ و ٤) سورة يس الايتان ٤٥ و ٤٦.
(٥) سورة الزمر الاية ٧٣.
(٦) سورة المؤمنون الاية ٩١.