علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

الباب الثاني عشر في الايجاز والاطناب والمساواة وفيه خمسة مباحث

صفحة 185 - الجزء 1

  {وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}⁣(⁣١) تقديره: لتعذبن يا كفار مكة.

  (ي) حذف الشرط، نحو: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}⁣(⁣٢) تقديره: فإن لم يتسن لكم إخلاص العبادة لي في أرض فإياي فاعبدون في غيرها.

  (ك) حذف جواب الشرط، وهو نوعان:

  ١ - أن يحذف لمجرد الاختصار، كقوله تعالى: {وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}⁣(⁣٣)، أي اعرضوا، بدليل قوله تعالى بعده: {إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ}⁣(⁣٤).

  ٢ - أن يحذف للدلالة على أنه شيء لا يحيط به الوصف أو لتذهب نفس السامع كل مذهب ممكن فلا يتصور شيئا إلا والأمر أعظم منه، نحو: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ}⁣(⁣٥).

  (ل) حذف حروف المعاني، وقد توسعوا في ذلك، لكثرة دورانها، وفشو استعمالها، وكثر ذلك في:

  (لا) كقول عاصم المنقري:

  رأيت الخمر جامحة وفيها ... خصال تفسد الرجل الحليما

  فلا والله أشربها حياتي ... ولا أسقي بها أبدا نديما

  (لو) نحو: {مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ}⁣(⁣٦) تقديره: إذ لو كان معه آلهة لذهب كل إله بما خلق.


(١) سورة الفجر الايات ١ و ٢ و ٣.

(٢) سورة العنكبوت الاية ٦.

(٣ و ٤) سورة يس الايتان ٤٥ و ٤٦.

(٥) سورة الزمر الاية ٧٣.

(٦) سورة المؤمنون الاية ٩١.