الباب الثاني في الحقيقة والمجاز وفيه عشرون مبحثا وتتمة
  وقوله تعالى: {وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}(١) أي ذكرا جميلا، والقرينة: يتكلم، وأرسلنا، واجعل.
  ١٢ - العموم، وهو كون الشيء شاملا لكثيرين، كقوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ}(٢) أي محمدا #، وقوله عز من قائل: {الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ}(٣) يعني نعيم بن مسعود الأشجعي، والقرينة على ذلك أن الحسد ما كان إلا له، وأن القائل ما كان إلا نعيما.
  ١٣ - الخصوص، كاطلاق اسم الشخص على القبيلة، نحو: ربيعة، ومضر، وقريش، وتميم.
  ١٤ - البدلية، وهي كون الشيء بدلا وعوضا من شيء آخر، نحو: قضيت الدين في موعده، أي أديته، وفي ملك فلان ألف دينار، أي متاع يساوي ألفا ونحو: {فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ}(٤) أي أديتم، والقرينة: في موعده في الأول وحالية في الثاني والثالث.
  ١٥ - المبدلية، أي كون الشيء مبدلا من شيء آخر نحو: أكلت دم القتيل أي ديته، كما قال عروة الرحال، يخاطب امرأته متوعدا:
  أكلت دما إن لم أرعك بضرة ... بعيدة مهوى القرط طيبة النشر(٥)
  ١٦ - المجاورة، وهي كون الشيء يجاور غيره، فيطلق عليه اسمه كاطلاق الراوية على القربة، والثياب على النفس في قول عنترة:
  فشككت بالرمح الأصم ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرّم
  وقد تكون المجاورة في الذكر فقط، وتسمى المشاكلة، نحو: اطبخوا لي جبة وقميصا.
(١) سورة الشعراء الآية ٨٤.
(٢) سورة النساء الآية ٥٤.
(٣) سورة آل عمران الآية ١٧٣.
(٤) سورة النساء الآية ١٠٣.
(٥) مهوى القرط: طول العنق، قاله يتوعد زوجه بالزواج بأخرى حسنة جميلة، وقبله:
أما لك عمر إنما أنت حية ... إذا هي لم تقتل تعش آخر العمر
ثلاثين حولا لا أرى منك راحة ... لهنك في الدنيا لباقية العمر