علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

الجمع

صفحة 331 - الجزء 1

  فضمير قالوا لليهود والنصارى على سبيل اللف⁣(⁣١)، ثم أضيف ما لكل اليه بعد، إذ التقدير وقالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان هودا، وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا.

  ونحوه قوله #: «فإن المرء بين يومين يوم قد مضى أحصى فيه عمله فحتم عليه، ويوم قد بقي لا يدري لعله لا يصل اليه».

الجمع

  هو أن يجمع بين شيئين مختلفين، أو أكثر، في حكم واحد، كقوله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ}⁣(⁣٢).

  وقول أبي العتاهية:

  إن الشباب والفراغ والجدة ... مفسدة للمرء أيّ مفسدة⁣(⁣٣)

  وقول ابن الرومي:

  آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم ... في الحادثات اذا دجون نجوم

التفريق

  هو أن يعمد المتكلم الى نوعين مندرجين تحت جنس واحد فيوقع بينهما تباينا في المدح أو الذم أو غيرهما كقول الوطواط في المدح:

  ما نوال الغمام وقت ربيع ... كنوال الأمير يوم سخاء

  فنوال الأمير بدرة عين ... ونوال الغمام قطرة ماء⁣(⁣٤)

  وقول صفي الدين الحلي:

  فجود كفيه لم تقلع سحائبه ... عن العباد وجود السّحب لم يدم⁣(⁣٥)


(١) لف بين قولي الفريقين، فلم يبين مقول كل فريق، ثقة بأن السامع يرد الى كل فريق قوله لما علم من تعادي الفريقين.

(٢) سورة المائدة الآية ٩٠.

(٣) الجدة الاستغناء، يقال: وجد في المال وجدا بتثليث الواو وجدة أيضا.

(٤) البدرة: كيس فيه عشرة آلاف درهم.

(٥) أقلعت السحابة: ذهبت.