علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

التقسيم

صفحة 332 - الجزء 1

التقسيم

  هو ذكر متعدد ثم إضافة ما لكل اليه على التعيين، وبقيد التعيين يخرج اللف فإنه لا تعيين فيه، بل الأمر موكول الى السامع، وذلك كقوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ ٤ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ٥ وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ}⁣(⁣١).

  وقول أبي تمام:

  فما إلا الوحي أو حد مرهف ... تميل ظباه أخدعي كل مائل

  فهذا دواء الداء من كل عالم ... وهذا دواء الداء من كل جاهل⁣(⁣٢)

  وللتقسيم إطلاقان آخران:

  ١ - ذكر أحوال الشيء مضافا الى كل حال ما يليق بها، كقول علي كرم الله وجهه: «أحسن الى من شئت تكن أميره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، واحتج الى من شئت تكن أسيره».

  وقول أبي الطيب:

  سأطلب حقي بالقنا ومشايخ ... كأنهمو من طول ما التثموا مرد

  ثقال اذا لاقوا خفاف اذا دعوا ... كثير اذا شدوا قليل اذا عدّوا

  وقوله أيضا:

  بدت قمرا ومالت خوط بان ... وفاحت عنبرا ورنت غزالا⁣(⁣٣)

  ٢ - استيفاء أقسام الشيء كقوله #: «هل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت».

  وقول أبي تمام:

  إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا ... شرا أذاعوا، وإن لم يعلموا كذبوا

  وقول نصيب:

  فقال فريق القوم: لا وفريقهم ... نعم وفريق وايمن الله ما ندري


(١) سورة القارعة الآيات ٣ و ٤ و ٥.

(٢) الوحي الاشارة والمرهف السيف والظبا حد السيف والاخدعان عرقان في صفحتي العنق.

(٣) الخوط الغصن الناعم لسنته، والبان شجر سبط القوام لين، ورنا نظر.