السرقات الشعرية وما يتصل بها
  إن القلوب لأجناد مجندة ... بالاذن من ربها تهوى وتأتلف
  فما تعارف منها فهو مؤتلف ... وما تناكر فهو مختلف
  عقد لقوله #: «الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف».
  ٤ - الحل، وهو نثر النظم، وشرط قبوله أمران:
  (أ) أن يكون سبكه جيدا لا ينقص عن سبك أصله.
  (ب) أن يكون حسن الموقع مستقرا في محله غير قلق ولا ناب، كقول بعضهم في وصف السيف: أورثه عشق الرقاب، نحو: فبكى والدمع مطر، تزيد به الخدود محولا، حل قول أبي الطيب:
  في الخد إن عزم الخليط رحيلا ... مطر تزيد به الخدود محولا(١)
  وقول بعض المغاربة: فإنه قبحت فعلاته، وحنظلت نخلاته، لم يزل سوء الظن يقتاده ويصدق توهمه الذي يعتاده(٢)، حل قول أبي الطيب(٣):
  إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم
  ٥ - التلميح، هو أن يشير الناثر أو الناظم في قرينة سجع، أو بيت شعر، الى قصة معلومة، أو نكتة مشهورة، أو بيت حفظ لتواتره، أو مثل رائع، أو حكمة مستملحة.
  وأحسنه وأبلغه ما حصل به زيادة في المعنى المقصود، كقول بعضهم في مليح اسمه بدر:
  يا بدر أهلك جاروا ... وعلموك التجري
  وقبحوا لك وصلي ... وحسنوا لك هجري
  فليفعلوا ما أرادوا ... فإنهم أهل بدر
(١) الخليط من يخالطك وأراد به الحبيب، ومحول الخدود ذهاب نضارتها.
(٢) الفعلات الأفعال وحنظلت نخلاته أي صارت كالحنظل والمراد بها نتائج افكاره.
(٣) قاله يشكو سيف الدولة واسماعه لقول أعدائه.