علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

السرقات الشعرية وما يتصل بها

صفحة 377 - الجزء 1

  إشارة الى قوله # لعمر حينما سأل قتل حاطب⁣(⁣١) بن أبي بلعتة، وكان ممن شهد بدرا، لعل الله قد اطلع على أهل بدر، فقال: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».

  وقول الحريري: بتّ بليلة نابغية، أومأ به الى قول النابغة:

  فبتّ كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السمّ ناقع

  وقول آخر:

  لعمرو من الرمضاء والنار تلتظي ... أرقّ وأحفى منك في ساحة الكرب

  إشارة الى البيت المشهور:

  المستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار⁣(⁣٢)

  وقد وقع هذا النوع كثيرا في القرآن الكريم كقوله تعالى: {كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ}⁣(⁣٣)، يشير إلى المثل: أرق من نسج العنكبوت وأضعف من بيتها.


(١) لأنه أرسل خطابا مع امرأة لأهل مكة سرا يخبرهم بعزم النبي # وأصحابه على فتحها، ليكون له يد عندهم، فعلم النبي ذلك بالوحي.

(٢) عمرو هو قاتل كليب، وقد طلب منه ماء حين أجهز عليه وطلب إغاثته فامتنع.

(٣) سورة العنكبوت الآية ٤١.