علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

المبحث السادس في النداء

صفحة 82 - الجزء 1

  وقد تخرج ألفاظ النداء الى معان أخرى تستفاد من القرائن، ومن ذلك:

  ١ - التحسر والتوجع، كقول حافظ في الرثاء:

  يا درة نزعت من تاج والدها ... فأصبحت حلية في تاج رضوان

  وقول من رثى معن بن زائدة:

  فيا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البر والبحر مترعا⁣(⁣١)

  ٢ - التعجب، كقول طرفة:

  يا لك من قبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري⁣(⁣٢)

  ٣ - الاختصاص، كقوله:

  إنا بني نهشل لا ندعي لأب ... عنه ولا هو بالأبناء يشرينا

  ٤ - الندبة، كقول أبي العلاء:

  فوا عجباكم يدعى الفضل ناقص ... ووا أسفاكم يظهر النقص فاضل

  ٥ - الإغراء، كقولك للجندي المتردد في الدفاع: يا شجاع تقدم.

  ٦ - الزجر والملامة، نحو:

  أفؤادي متى المتاب ألما ... تصح والشيب فوق رأسي ألما⁣(⁣٣)

  ٧ - الاستغاثة، نحو:

  يا للرجال ذوي الألباب من نفر ... لا يبرح السفيه المردي لهم دينا⁣(⁣٤)

  ٨ - التحير والتذكر، وقد كثر ذلك في نداء الأطلال والمنازل والمطايا، كقوله:

  أيا منازل سلمى أين سلماك ... من أجل هذا بكيناها بكيناك⁣(⁣٥)


(١) المترع المملوء.

(٢) الشطر الثاني يضرب مثلا للحاجة يتمكن منها صاحبها.

(٣) ألم الثانية بمعنى نزل.

(٤) المردي المهلك، والدين العادة.

(٥) فيه حذف حرف العطف، أي وبكيناك، يريد أنه بكى على سلمى، وبكى على المنازل لعدم وجود سلمى بها.