علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

الإجابة

صفحة 312 - الجزء 1

الاجابة

  ١ - في هذه المقالة كنايات عدة، فقد كنى بقوله: انج سعد الخ، عن الفرار والهرب، وهي نوع من التلويح لكثرة الوسائط فيها إذ ينتقل الذهن من قولهم هذا الى السبب الباعث على ذلك، وهو الخوف من الفتك بهم، ومن ذا الى أخذ عدتهم للهرب، تباعدا عن التنكيل بهم، الى الهرب وهو المراد، وكنى باستقامة القناة عن حسن سيرهم واعتدالهم في أمورهم، وهي كناية عن صفة من نوع الرمز.

  ٢ - كنى الله تعالى بذات الألواح والدسر عن السفينة، إذ ذاك وصف خاص بها، فهي كناية عن موصوف من نوع الإيماء، وكنى بقوله: تجري بأعيننا عن شمول لطفه وعنايته بها، وهي كناية عن صفة من نوع التلويح لوجود الوسائط إذ ينتقل الذهن من النظر اليها، الى مراقبتها، ومن ذا الى الاهتمام بها، ومنه الى العناية بها.

  ٣ - كنى بعض بنان الندم عن الأسف على فوات المرغوب فيه، فهو كناية عن صفة من نوع الإيماء.

  ٤ - كنى ببسطة الكف عن الغنى، فهو كناية عن صفة من نوع الإيماء، إذ ينتقل الذهن من بسطة الكف، الى مثلها بالمال، الى الغنى.

  ٥ - في هذا البيت كنايتان عن صفتين من نوع التلويح، الأولى كناية عن نحو الفصال، والثانية كناية عن أنه مضياف، ذاك أن الذهن ينتقل من عدم امتاعها الى أنه لا يبقى لها فصالها لتأنس بها ويحصل لها الفرح الطبيعي بالنظر اليها، ومن ذا الى نحرها، وكذا ينتقل من قرب أجلها الى نحرها، ومن ذا الى أنه مضياف.

  ٦ - في هذا البيت كنايتان عن صفتين، وهما العز والذل، من نوع التلويح إذ كنى بكون بسطهم حريرا عن عزتهم إذ ينتقل الذهن من إحرازهم الرياش والأثاث الفاخر الى غناهم ومن ذا الى كونهم أعزاء، وكنى بكون بسطهم ترابا عن ذلهم، إذ ينتقل الذهن من افتراش التراب الى ضياع ما يملكون، ومن ذا الى كونهم أذلاء.