البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

الحقيقة والمجاز

صفحة 129 - الجزء 1

  (٤) وقال البحتري يصف قتله ذئبا:

  فأتبعتها أخرى فأضللت نصلها ... بحيث يكون اللّب والرّعب والحقد⁣(⁣١)

  (٥) وقال آخر في رثاء من مات بعلّة في صدره:

  ودبّت في موطن الحلم علّة ... لها كالصّلال الرّقش شرّ دبيب⁣(⁣٢)

  (٦) ووصف أعرابي امرأة فقال: ترخى ذيلها على عرقوبى نعامة.

  (٥)

  بيّن نوع الكنايات الآتية، وبيّن منها ما يصح فيه إرادة المعنى المفهوم من صريح اللفظ وما لا يصحّ:

  (١) وصف أعرابي رجلا بسوء العشرة فقال:

  كان إذا رآني قرّب من حاجب حاجبا.

  (٢) وقال أبو نواس في المديح:

  فما جازه جود ولا حل دونه ... ولكن يسير الجود حيث يسير

  (٣) وتكنى العرب عمن يجاهر غيره بالعداوة بقولهم:

  لبس له جلد النّمر، وجلد الأرقم⁣(⁣٣)، وقلب له ظهر المجنّ⁣(⁣٤).

  (٤) فلان عريض الوساد⁣(⁣٥)، أغمّ القفا⁣(⁣٦).


(١) ضمير أتبعتها يعود على الطعنة، وأضللت: أخفيت، والنصل: حديدة السيف، واللب: العقل، والرعب: الفزع والخوف.

(٢) الصلال جمع صل بالكسر: ضرب من الحيات صغير أسود لا نجاة من لدغته، والرقش جمع رقشاء وهي التي فيها نقط سوداء في بياض والحية الرقشاء من أشد الحيات إيذاء.

(٣) الأرقم: الحية فيها سواد وبياض.

(٤) المجن: الترس؛ قلب له ظهر المجن مثل يضرب لمن كان لصاحبه على مودة ورعاية ثم حال عن العهد.

(٥) عريض الوساد: أي طويل العنق إلى درجة الإفراط، وهذا مما يستدل به على البلاهة وقلة العقل.

(٦) الغمم: غزارة الشعر حتى تضيق منه الجبهة أو القفا، وكان يزعم العرب أن ذلك دليل على الغباوة.