البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

(2) الإيجاز

صفحة 240 - الجزء 1

  تأمل الأمثلة المتقدمة تجد الألفاظ فيها بقدر المعاني، وأنك لو حاولت أن تزيد فيها لفظا لجاءت الزيادة فضلا، أو أردت إسقاط كلمة لكان ذلك إخلالا، فالألفاظ في كل مثال مساوية للمعاني، ولذلك يسمّى أداء الكلام على هذا النحو مساواة.

القاعدة:

  (٧٥) المساواة أن تكون المعاني بقدر الألفاظ، والألفاظ بقدر المعاني، لا يزيد بعضها على بعض.

(٢) الإيجاز

  (١) قال تعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}

  (٢) وقال : «الضّعيف أمير الرّكب»⁣(⁣١).

  (٣) وقيل لأعرابىّ يسوق مالا⁣(⁣٢) كثيرا: لمن هذا المال؟

  فقال: للّه في يدي.

  * * *

  (٤) قال تعالى: {وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}

  (٥) وقال تعالى: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ١ بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}

  (٦) وقال تعالى: في حكاية موسى # مع ابنتي شعيب: {فَسَقى لَهُما ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقالَ رَبِّ


(١) الركب: جماعة المسافرين.

(٢) المال: كل ما ملكته، ويطلق عند الأعراب على الإبل.