البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

(3) الإطناب

صفحة 252 - الجزء 1

  أَ وَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ٩٨ أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ}

  (٢) وقال تعالى: {وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ ٣٤ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ}

  (٣) وقال أبو الطيب:

  إنّى أصاحب حلمى وهو بي كرم ... ولا أصاحب حلمى وهو بي جبن

  (٤) وقال النابغة الجعدىّ يهجو:

  لو انّ الباخلين وأنت منهم ... رأوك تعلّموا منك المطالا

  (٥) وقالت أعرابية لرجل: كبت اللّه كل عدو لك إلّا نفسك.

  (٦) وقال تعالى: {أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ}

الإجابة

  (١) في الآية إطناب بالتكرار في معرض الإنذار لتقرير المعنى في نفوس السامعين.

  (٢) في الآية إطناب بالتذييل في موضعين: أولهما قوله تعالى: {أَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ} وهذا تذييل لم يجر مجرى المثل، والثاني قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ} وهو جار مجرى المثل.

  (٣) في البيت إطناب بالاحتراس في موضعين: أولهما في الشطر الأول بذكر وهو بي كرم، وثانيهما في الشطر الثاني بذكر وهو بي جبن.

  (٤) في البيت إطناب بالاعتراض. فقد جاءت جملة: «وأنت منهم»

  معترضة بين اسم إن وخبرها للإسراع إلى ذم المخاطب.

  (٥) هنا إطناب بالاحتراس، لأن نفس الإنسان تجرى مجرى العدوّ له، فإنها تدعوه إلى ما يوبقه.

  (٦) في الآية إطناب بالإيضاح بعد الإبهام فإن ذكر الأنعام والبنين توضيح لما أبهم قبل ذلك في قوله: {بِما تَعْلَمُونَ}