(3) المقابلة
البحث:
  إذا تأملت مثالي الطائفة الأولى وجدت كل مثال منهما يشتمل في صدره على معنيين، ويشتمل في عجزه على ما يقابل هذين المعنيين على الترتيب. ففي المثال الأول بيّن النبىّ ﷺ صفتين من صفات الأنصار في صدر الكلام وهما الكثرة والفزع، ثم قابل ذلك في آخر الكلام بالقلة والطمع على الترتيب، وفي المثال الثاني قابل خالد بن صفوان الصديق والسرّ بالعدو والعلانية.
  انظر مثالي الطائفة الثانية تجد كلّا منهما مشتملا في صدره على أكثر من معنيين، ومشتملا في العجز على ما يقابل ذلك على الترتيب، وأداء الكلام على هذا النحو يسمى مقابلة.
  والمقابلة في الكلام من أسباب حسنه وإيضاح معانيه، على شرط أن تتاح للمتكلم عفوا، وأما إذا تكلفها وجرى وراءها، فإنها تعتقل المعاني وتحبسها، وتحرم الكلام رونق السلاسة والسهولة.
القاعدة
  (٧٣) المقابلة أن يؤتى بمعنيين أو أكثر، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على التّرتيب.
تمرينات
  (١)
  بيّن مواقع المقابلة فيما يأتي.
  (١) روت عائشة عن النبي ﷺ أنه قال:
  «عليك بالرّفق يا عائشة، فإنه ما كان في شئ إلا زانه، ولا نزع من شئ إلا شانه».
  (٢) وقال بعض البلغاء: كدر الجماعة خير من صفو الفرقة.