البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

التشبيه

صفحة 40 - الجزء 1

  (٢)

  ميّز تشبيه التمثيل من غيره فيما يأتي:

  (١) قال البوصيري⁣(⁣١):

  والنّفس كالطّفل إن تهمله شبّ على ... حب الرّضاع وإن تفطمه ينفطم

  (٢) وقال في وصف الصحابة:

  كأنّهم في ظهور الخيل نبت ربا ... من شدّة الحزم لا من شدّة الحزم⁣(⁣٢)

  (٣) وقال المتنبي في وصف الأسد:

  يطأ الثّرى مترفّقا من تيهه ... فكأنه آس يجسّ عليلا⁣(⁣٣)

  (٤) وقال في وصف بحيرة في وسط رياض:

  كأنها في نهارها قمر ... حفّ به من جنانها ظلم⁣(⁣٤)

  (٥) وقال الشاعر:

  رب ليل قطعته كصدود ... وفراق ما كان فيه وداع

  موحش كالثّقيل تقذى به العي ... ن وتأبى حديثه الأسماع⁣(⁣٥)

  (٦) وقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ}


(١) البوصيري: كاتب شاعر متصوف حسن الديباجة مليح المعاني، وأشهر شعره البردة والهمزية، وقد نظمها في مدح الرسول ، وتوفى بالإسكندرية سنة ٦٩٦ هـ وقبره بها مشهور يزار.

(٢) أي أن ثباتهم فوق خيولهم ناشئ من قوة حزمهم وحيطتهم لا من إحكام أحزمة السروج.

(٣) الثرى: الأرض، والتيه: الكبرياء، والآسى:

الطبيب.

(٤) حف به: أحاط، والجنان: جمع جنة وهي البستان.

(٥) تقذى به:

تتأذى به.