البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

التشبيه

صفحة 50 - الجزء 1

  النار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكله

  (٢) وقال:

  ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا ... إنّ السّماء ترجّى حين تحتجب⁣(⁣١)

  (٣) وقال أبو الطيب:

  فإن تفق الأنام وأنت متهم ... فإنّ المسك بعض دم الغزال⁣(⁣٢)

  (٤) وقال:

  أعيا زوالك عن محلّ نلته ... لا تخرج الأقمار عن هالاتها⁣(⁣٣)

  (٥) وقال:

  أعاذك اللّه من سهامهم ... ومخطىّ من رميّه القمر⁣(⁣٤)

  (٦) وقال:

  ليس بالمنكر أن برّزت سبقا ... غير مدفوع عن السّبق العراب⁣(⁣٥)

  (٤)

  حوّل التشبيهات الصريحة الآتية إلى تشبيهات ضمنيّة.

  (١) قال مسلم بن الوليد في وصف الراح وهي تصبّ من إبريق:

  كأنّها وحباب الماء يقرعها ... درّ تحدّر في سلك من الذّهب⁣(⁣٦)

  (٢) قال ابن النبيه⁣(⁣٧):

  والليل تجرى الدّرارى في مجرّته ... كالرّوض تطفو على نهر أزاهره⁣(⁣٨)


(١) يقصد بالحجاب هنا احتجاب الأمير الممدوح عن قصاده، وتجتجب: تختفى عن الناس بالغمام.

(٢) يقول لا عجب أن فضلت الناس وأنت واحد منهم؛ فإن بعض الشئ قد يفوق جملته كالمسك فإنه بعض دم الغزال وهو يفضله.

(٣) يقول: تعذر انتقالك من المنزلة السامية التي نلتها، والهالة: دائرة من شعاع تحيط بالقمر.

(٤) أعاذك اللّه: حفظك، والرمي: المرمى يقول: إن من يرى القمر بسهم مخطئ لا محالة؛ لأنه أرفع محلا من أن يبلغه سهم راميه.

(٥) برز: سبق أصحابه، وسبقا مفعول مطلق مرادف أو حال بمعنى سابقا، والعراب: الخيل العربية.

(٦) حباب الماء: فقاقيعه التي تطفو.

(٧) هو شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين، وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى، ورحل إلى نصيبين فتوفى فيها سنة ٦١٩ هـ.

(٨) المجرة: نجوم كثيرة لا ترى، ويرى ضوؤها في انبساط واعوجاج.