التشبيه
  النار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكله
  (٢) وقال:
  ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا ... إنّ السّماء ترجّى حين تحتجب(١)
  (٣) وقال أبو الطيب:
  فإن تفق الأنام وأنت متهم ... فإنّ المسك بعض دم الغزال(٢)
  (٤) وقال:
  أعيا زوالك عن محلّ نلته ... لا تخرج الأقمار عن هالاتها(٣)
  (٥) وقال:
  أعاذك اللّه من سهامهم ... ومخطىّ من رميّه القمر(٤)
  (٦) وقال:
  ليس بالمنكر أن برّزت سبقا ... غير مدفوع عن السّبق العراب(٥)
  (٤)
  حوّل التشبيهات الصريحة الآتية إلى تشبيهات ضمنيّة.
  (١) قال مسلم بن الوليد في وصف الراح وهي تصبّ من إبريق:
  كأنّها وحباب الماء يقرعها ... درّ تحدّر في سلك من الذّهب(٦)
  (٢) قال ابن النبيه(٧):
  والليل تجرى الدّرارى في مجرّته ... كالرّوض تطفو على نهر أزاهره(٨)
(١) يقصد بالحجاب هنا احتجاب الأمير الممدوح عن قصاده، وتجتجب: تختفى عن الناس بالغمام.
(٢) يقول لا عجب أن فضلت الناس وأنت واحد منهم؛ فإن بعض الشئ قد يفوق جملته كالمسك فإنه بعض دم الغزال وهو يفضله.
(٣) يقول: تعذر انتقالك من المنزلة السامية التي نلتها، والهالة: دائرة من شعاع تحيط بالقمر.
(٤) أعاذك اللّه: حفظك، والرمي: المرمى يقول: إن من يرى القمر بسهم مخطئ لا محالة؛ لأنه أرفع محلا من أن يبلغه سهم راميه.
(٥) برز: سبق أصحابه، وسبقا مفعول مطلق مرادف أو حال بمعنى سابقا، والعراب: الخيل العربية.
(٦) حباب الماء: فقاقيعه التي تطفو.
(٧) هو شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين، وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى، ورحل إلى نصيبين فتوفى فيها سنة ٦١٩ هـ.
(٨) المجرة: نجوم كثيرة لا ترى، ويرى ضوؤها في انبساط واعوجاج.