البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

(6) التشبيه المقلوب

صفحة 59 - الجزء 1

  (٣)

  اشرح بإيجاز الأبيات الآتية وبيّن الغرض من كل تشبيه فيها:

  وقانا لفحة الرّمضاء واد ... سقاه مضاعف الغيث العميم⁣(⁣١)

  نزلنا دوحه فحنا علينا ... حنوّ المرضعات على الفطيم⁣(⁣٢)

  وأرشفنا على ظمأ زلالا ... ألذّ من المدامة للنّديم⁣(⁣٣)

(٦) التشبيه المقلوب

الأمثلة:

  (٢) قال محمد بن وهيب الحميرىّ⁣(⁣٤):

  وبدا الصّباح كأنّ غرّته ... وجه الخليفة حين يمتدح

  (٢) وقال البحترىّ:

  كأنّ سناها بالعشىّ لصبحها ... تبسّم عيسى حين يلفظ بالوعد

  (٣) وقال آخر:

  أحنّ لهم ودونهم فلاة ... كأنّ فسيحها صدر الحليم

البحث:

  يقول الحميري: إن تباشير الصباح تشبه في التلألؤ وجه الخليفة عند سماعه المديح، فأنت ترى هنا أنّ هذا التشبيه خرج عما كان


(١) لفح النار: إحراقها، والرمضاء: شدة الحر أو الأرض الحارة من شدة حر الشمس.

(٢) الدوح: واحده دوحة وهي الشجرة، والمعنى نزلنا ظل دوحة.

(٣) أرشفنا: سقانا.

(٤) هو متشيع من شعراء الدولة العباسية بصرى الأصل بغدادي النشأة، اتصل بالمأمون ومدحه ثم لم يزل منقطعا إليه حتى مات.