التشبيه
  والصخر، والبليد بالحمار، والبخيل بالأرض المجدية.
  * * *
  وقد اشتهر رجال من العرب بخلال محمودة فصاروا فيها أعلاما فجرى التشبيه بهم. فيشبه الوفىّ بالسّموءل(١)، والكريم بحاتم، والعادل بعمر(٢)، والحليم بالأحنف، والفصيح بسحبان، والخطيب بقسّ(٣) والشجاع بعمرو بن معديكرب، والحكيم بلقمان(٤)، والذّكىّ بإياس.
  واشتهر آخرون بصفات ذميمة فجرى التشبيه بهم أيضا، فيشبه العيىّ بباقل(٥)، والأحمق بهبنّقة(٦)، والنادم بالكسعىّ(٧)، والبخيل بمارد(٨)، والهجّاء بالحطيّئة(٩)، والقاسى بالحجاج(١٠).
(١) هو السموءل بن حيان اليهودي، يضرب به المثل في الوفاء، وهو من شعراء الجاهلية توفى سنة ٦٢ ق هـ.
(٢) هو أمير المؤمنين وخليفة المسلمين وأحد السابقين إلى الإسلام والأولين، اشتهر بعدله وتواضعه وزهده، وقد نصر اللّه به الإسلام وأعزه.
(٣) هو ابن ساعدة الإيادى خطيب العرب قاطبة، ويضرب به المثل في البلاغة والحكمة.
(٤) حكيم مشهور آتاه اللّه الحكمة أي الإصابة في القول والعمل.
(٥) رجل اشتهر بالعى، اشترى غزالا مرة بأحد عشر درهما فسئل عن ثمنه فمد أصابع كفيه يريد عشرة وأخرج لسانه ليكملها أحد عشر ففر الغزال، فضرب به المثل في العى.
(٦) هو لقب أبى الودعاء يزيد بن ثروان القيسي، ويضرب به المثل في الحمق.
(٧) هو غامد بن الحرث، خرج مرة للصيد فأصاب خمسة حمر بخمسة أسهم، وكان يظن كل مرة أنه مخطى، فغضب وكسر قوسه، ولما أصبح رأى الحمر مصروعة والأسهم مخضبة بالدم، فندم على كسر قوسه، وعض على إبهامه فقطعها.
(٨) لقب رجل من بنى هلال اسمه مخارق، وكان مشهورا بالبخل واللؤم.
(٩) شاعر مخضرم كان هجاء مرا، ولم يكد يسلم من لسانه أحد، هجا أمه وأباه ونفسه، وله ديوان شعر، وتوفى سنة ٣٠ هـ.
(١٠) هو الحجاج بن يوسف الثقفي، كان عاملا على العراق وخراسان لعبد الملك بن مروان تم للوليد من بعده، وهو أحد جبابرة العرب وله في القتل والعقوبات غرائب لم يسمع بمثلها.
توفى بمدينة واسط سنة ٩٧ هـ.