مختصر المعاني،

التفتازاني (المتوفى: 793 هـ)

البلاغة فى المتكلم

صفحة 29 - الجزء 1

  وهو الانشاء او تكون له نسبة بحيث يقصدان لها نسبة خارجية مطابقة اولا مطابقة، وهو الخبر، لان النسبة المفهومة من الكلام الحاصلة فى الذهن لابد وان تكون بين الشيئين، ومع قطع النظر عن الذهن لا بد وان يكون بين هذين الشيئين في الواقع نسبة ثبوتية، بان يكون هذا ذاك، او سلبية بان لا يكون هذا ذاك.

  الا ترى انك اذا قلت زيد قائم، فان القيام حاصل لزيد قطعا، سواء قلنا ان النسبة من الامور الخارجية او ليست منها، وهذا معنى وجود النسبة الخارجية.

  (والخبر لا بد له من مسند اليه ومسند واسناد، والمسند قد يكون له متعلقات اذا كان فعلا او ما في معناه) كالمصدر واسم الفاعل واسم المفعول وما اشبه ذلك، ولا وجه لتخصيص هذا الكلام بالخبر.

  (وكل من الاسناد والتعليق اما بقصر او بغير قصر وكل جملة قرنت باخرى، اما معطوفة عليها او غير معطوفة، والكلام البليغ اما زائد على اصل المراد لفائدة) احترز به عن التطويل، على انه لا حاجة اليه بعد تقييد الكلام بالبليغ (او غير زائد).

  هذا كله ظاهر لكن لا طائل تحته، لان جميع ما ذكر من القصر والفصل والوصل والايجاز ومقابليه، انما هو من احوال الجملة او المسند اليه والمسند، مثل التأكيد والتقديم والتأخير وغير ذلك، فالواجب في هذا المقام بيان سبب افرادها وجعلها ابوابا برأسها وقد لخصنا ذلك في الشرح.