ديوان الإمام علي،

خفاجي (المتوفى: 1427 هـ)

قافية الباء

صفحة 32 - الجزء 1

  (١٩)

  وبعد وفاة رسول الله كان علي بن أبي طالب يغدو ويروح الى قبر نبي الله بعد وفاته ويبكي تفجعاً ثم يقول: يا رسول الله ما أحسن الصبر إلا عنك وأقبح البكاء إلا عليك ثم قال من الكامل:

  ما غاض دمعي عند نازلةٍ ... إلا جعلتك للبكا سببا

  وإذا ذكرتُكَ ميِّتاً سَفَحَتْ ... عيني الدموعَ فَفَاضَ وانسكبا

  إني أجَلَ ثري حللت بِهِ ... عن أَن أَرى لسواهُ منقلبا⁣(⁣١)

  (٢٠)

  ولما قتل الإمامُ عمرو بن عبد ود وانكشف تنحى عنه وقال من بحر الكامل:

  عبَدَ الحجارَةَ مِن سفاهةِ رأيه ... وعبدتُ ربَّ محمدٍ بصوابِ

  فصدَدْتُ حيت تركتُهُ متجدِّلاً ... كالجِذْع بين دكادك⁣(⁣٢) وروابي

  وعففت عن أثوابه ولو انني ... كنتُ المقطر⁣(⁣٣) بَزَّني⁣(⁣٤) اثوابي

  لا تحسَبنَّ الله خاذلَ دينهِ ... ونبيه يا معشرَ الأحزاب

  أعليَّ تقتحم الفوارسُ هكذا ... عنِّي وعنهم خبِّروا أَصحابي

  فاليوم تمنعُني الفرارَ حفيظَتي ... ومصمَّمٌ في الرأسِ ليسَ بنابي

  أدَّى عميرٌ حين أخلصَ صَقْلَهُ ... صافيِ الحديدةِ يستفيضُ ثوابي

  فغدوتُ ألتمس القراعَ⁣(⁣٥) بمرهَف ... عَضْبٍ مع البتراءِ في أقرابِ

  آلى⁣(⁣٦) ابنُ عبدِ حين جاءَ محارباً ... وحلفتُ فاستمِعُوا من الكذَّابِ


(١) متقلبا. أي مقراً وقبراً.

(٢) الدكادك: الصخور.

(٣) المقطر: الملقي على القَطْر اي الجانب.

(٤) بزني: سلبني.

(٥) القراع: المقارعة والنزال.

(٦) آلى: حلف.