ديوان الإمام علي،

خفاجي (المتوفى: 1427 هـ)

تصدير

صفحة 4 - الجزء 1

  وعلي هو خليفة المسلمين بعد عثمان؛ وابن عم الرسول ، وزوج ابنته، ووالد الحسن والحسين رضوان الله عليهما، ورابع الخلفاء الراشدين، وإمام الخطباء من المسلمين بعد رسول الله .

  وقد والد | بمكة بعد مولد النبي باثنتين وثلاثين سنة (وقبل البعثة بثمان سنين).

  ونشأ بها النشأة العالية، في كفالة الرسول كأحد أولاده، ذلك أنه كان متزوجا خديجة، وكانت ذات مال كثير، وكان الرسول يتجر فيه فحصل له ربح وفير، فلما أصيبت قريش بالقحط والمجاعة، قال الرسول لعمه العباس: «إن أخاك أبا طالب كثير العيال، والناس فيما ترى من الشدة، فانطلق بنا فلنخفف من عياله: تأخذ أنت واحدا وأنا واحدا» وكان لأبي طالب من الذكور أربعة أولاد، كل واحد بينه وبين الذي يليه عشر سنين، وكان أسنهم طالبا، فعقيلا، فجعفراً، فعليا؛ فلما جاء الاسلام أسلم علي فجعفر فعقيل، أما طالب فمات على الكفر كأبيه، وكان إسلام علي وهو صغير في السنة الثامنة أو العاشرة من عمره قبل أن يتدنس بشيء من رجس الجاهلية ولذلك قيل فيه: «كرم الله وجهه» لأنه لم يسجد لصنم قط.

  ولما علم أبوه بإسلامه وصلاته مع الرسول قال له «أي بني: أي شئ الذي أنت عليه»؟ قال: «يا أبت آمنت بالله ورسوله! وصدقت ما جاء به واتبعته».

  فقال له «أما إنه لم يدعك إلا إلى الخير فالزمه».

  وكان ذا منزلة سامية عند الرسول والصحابة والمسلمين كافة.

  كان على جانب كبير من التقوى، وكان أوفرهم نصيبا وأكرمهم مدداً من الرسول، ولهذا كانت اليه الفتوى في حياة الرسول وبعده، حتى ضرب به المثل بعد وفاة الرسول فقيل: «قضية ولا أبا حسن لها». قال عبد الله بن عباس: «قسم علم الناس على خمسة أجزاء فكان لعلي منها أربعة ولسائر الناس جزء شاركهم فيها فكان أعلمهم به». وقال عبد الله بن مسعود: «كان علي ¥