ديوان الإمام علي،

خفاجي (المتوفى: 1427 هـ)

قافية السين

صفحة 87 - الجزء 1

  لا تأثمنَّ فاما كنت منهمكاً ... في العلم يوماً وإمَّا كنت منغمسا

  وكنْ فتى ماسكاً محض التقى وَرِعاً ... للدين مغتنماً للعلم مفترسا

  فمن تخلَّقَ بالآدابِ ظلَّ بها ... رئيسَ قومٍ إذا ما فارقَ الرؤسا

  واعلم هُديتَ بأنَّ العلم خيرُ صفاً ... أضحى لطالبهِ من فضلهِ سلساً

  (١٧٦)

  وينسب اليه من بحر المنسرح:

  الحمدُ للهِ لا شريكَ لهُ ... دابى في صبحهِ وفي غلسِهْ

  لم يبق لي مؤنسٌ فيؤنسني ... إلا أنيسٌ أخافُ من أُنُسِهْ

  فاعتزلِ الناسَ ما استطعتَ ولا ... تركنْ إلى من تخاف من دنَسِهْ

  فالعبدُ يرجو ما ليس يدركُهُ ... والموتُ أدنى إليه مِنْ نفَسِهْ

  (١٧٧)

  وينسب اليه من بحر البسيط:

  لا تأمن الموتَ في طرْفٍ ولا نَفَس ... ولو تمنعتَ بالحجابِ والحرس

  واعلم بأن سهامَ الموتِ نافذةٌ ... في كلِّ مدَّرِعٍ منا ومُتَّرِسِ⁣(⁣١)

  ما بالُ دنياكَ تَرْضَى أن تُدَنِّسه ... وثوبُكَ الدهر مغسولٌ من الدنَسِ

  ترجو النجاةَ ولم تسلك مسالكَها ... إنَّ السفينةَ لا تجري على اليَبسِ


(١) مدَّرع: لابس الدرع. مترس حامل الترس.