ديوان الإمام علي،

خفاجي (المتوفى: 1427 هـ)

القصيدة الكوثرية الشهيرة

صفحة 157 - الجزء 1

القصيدة الكوثرية الشهيرة

  للسيد رضا الهندي في مدح الإمام

  امفلَّج ثغرك أم جوهرْ ... ورحيقُ رضابك أم سُكَّرْ

  قد قال لثغرك صانعُهُ ... إنَّا أعطيناكَ الكوثرْ

  والخالُ بخدِّك أم مسكٌ ... نقَّطْت به الوردَ الأحمرْ

  أم ذاكَ الخالُ بذاكَ الخد ... فتيت الندِّ على مجْمَرْ

  عجباً من جمرتهِ تذكو ... وبها لا يحترقُ العنبرْ

  يا من تبدو ليَ وفرتهُ ... في صبح محيَّاهُ الأزهرْ

  فأُجنُّ به في الليل إِذا ... يغْشَى والصبح إذا أسفرْ

  ارحَمْ أرقاً لو لم يمرضْ ... بنعاس جفونك لم يسهَرْ

  يا للعشاق لمفتون ... يهوى رشأ أحوى أحورْ

  إن يَبْدُ لذي طرب غنَّى ... أو لاح لذي نُسُك كبَّرْ

  آمنتُ هوى بحبوته ... وبعينيه سحرٌ يُؤْثرْ

  أصفيتُ الودَّ لذي ملل ... عيْشي بقطيعته كدَّرْ

  يا من قد آثر هجراني ... وعليَّ بلقياهُ استأثرْ

  أقسمتُ عليك بما أوْلتْ ... ك النُّضْرةُ من حسن المنظرْ

  وبوجهك إِذ يحمرُّ حياً ... وبوجه محبِّك إِذ يصفرْ

  وبلؤلؤ مبسمك المنظوم ... ولؤلؤ دمعي إِذ يُنثرْ

  أن تترك هذا الهجر فليس ... يليق بمثلي أَن يهْجرْ

  بكر للهو ونيل الصفو ... فصفو العيش لم بكَّرْ

  وانظر للزهر على النهر ... فوجهُ الدهر به أَزهرْ

  فقد أسرفتُ وما أسلفْت ... لنفسي ما فيه أعذرْ