فصل في ذكر بعض ما ورد من الآثار في السجود
  في سجوده خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
  وفي حلية الأولياء: عن حذيفة بن اليمان «من أحب حالاً يحب الله العبد عليها أن يجده عافراً بوجهه».
  وعن عبادة بن الصامت: «ما من عبد يسجد لله سجدة إلا كتب الله له حسنة وحط عنه بها سيئة ورفع له بها درجة فاستكثروا من السجود».
  وفيها: عن وهب قال: «أوحى الله تعالى إلى موسى إذا دعوتني فكن خائفاً مشفقاً وجلاً، وعفر خدك بالتراب، واسجد لي بمكارم وجهك وبدنك، واسألني حين تسألني بخشية من قلب وجل، واخشني أيام الحياة، وعلم الجاهل آلآئي، وقل لعبادي لا يتمادوا في غي ما هم فيه فإن أخذي أليم شديد».
  ويروى أن الإمام زين العابدين إنما سمي السجاد لكثرة سجوده.
  وفي الحلية: عن حبيب بن أبي ثابت قال: من وضع جبينه لله تعالى فقد برئ من الكبر.
  قلت: والسجود منه ما هو واجب هيئة من هيئات الفريضة التي هي عماد الدين، والفارقة بين المؤمنين والكافرين، والركن الثاني من أركان الإسلام، ومنه ما هو مسنون أو مندوب أو مستحب، فالمسنون مثل سجود التلاوة، والسجود على الحجر الأسود بعد تقبيله ونحوه، والمندوب مثل سجود الشكر، وسجود اللجوء ... ونحوه، والمستحب مثل سجود التضرع وطلب المغفرة ... ونحوه.
  والسجود هوأن ينوي السجود لله تعالى فيخر واضعاً جبهته وأنفه على الأرض ابتغاء رضاء الله تعالى وتعبداً ورقاً وخشوعاً له ø دون