فصل في ذكر بعض ما ورد من الآثار في السجود
  سبحانك وحنانيك خلقت فسويت وقدرت فهديت وأعطيت فأغنيت وأقنيت وعافيت وعفوت وأعطيت فلك الحمد على ما أعطيت حمداً كثيراً طيباً مباركاً، حمداً لا ينقطع أولاه ولا ينفذ أخراه، حمداً أنت منتهاه فتكون الجنة عقباه، أنت الكريم الأعلى وأنت جزيل العطاء، وأنت أهل النعماء، وأنت ولي الحسنات وأنت خليل إبراهيم لا يحفيك سائل ولا ينقصك نائل ولا يبلغ مدحتك قول قائل، سجد وجهي لوجهك الكريم ثم يخر فيسجد ونسجد معه، ثم يفرق الصدقة على من حضر من المساكين.
  قال في حواشي شرح الأزهار: وكذا لو رأى فاجراً فيسجد لله تعالى لعدم فعله مثله، لكن يستحب له إظهار ذلك زجراً للفاسق إذا علم بخلاف من رأى عليلاً فيسجد خفية لئلا يجرح قلب المبتلى.
  قلت: وأقل ما يقول الساجد في سجوده بعد تكبيرة الانتقال سبحان الله الأعلى وبحمده ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو تسعاً أوإحدى عشرة، وقد جاء في بعض الروايات أن يقول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً، أو رب اغفر لي ثلاث مرات.
  وذكر ابن كثير في تفسيره: أن داود # قال: يارب كيف أشكرك وشكري لك نعمة منك علي؟ فقال الله تعالى: الآن شكرتني يا داود، أي حين اعترفت بالتقصير عن أداء شكر النعم.
  وفي دعاء الإمام السجاد علي بن الحسين بن علي رضوان الله وسلامه عليهم: اللهم إن أحداً لايبلغ من شكرك غاية إلا حصل عليه