المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

فصل في ذكر بعض ما ورد من الآثار في السجود

صفحة 270 - الجزء 1

  قلت: وفي بعض الروايات أن نبي الله أيوب لبث في بلائه ثماني عشرة سنة قال الله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ٨٣ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرّ. ..}⁣[الأنبياء: ٨٣ - ٨٤] الآية.

  وفي الحدائق قال: وروى السيد أبو طالب رضوان الله وسلامه عليه بإسناده عن أبي عبد الله الفارسي قال: حججنا مع القاسم بن إبراهيم الرسي # فاستيقظت في بعض الليل فافتقدته، فخرجت وأتيت المسجد الحرام، فإذا أنا به وراء المقام لاطياً بالأرض ساجداً وقد بل الثرى بدموعه وهو يقول: إلهي من أنا فتعذبني فوالله ما يشين ملكك معصيتي، ولا تزين ملكك طاعتي، وروي أن كامل أهل البيت $ عبد الله بن الحسن بن الحسن كان يصلي الفجر بوضوء العشاء، وكان إذا فرغ من صلاة الليل سجد على الأرض فيأخذ في الدعاء فيسمع منه يقول: إلهي لم أعبدك كما ينبغي لوجهك ولكني أعلم أنك تعلم أني لم أشرك بك شيئاً ولم أتخذ من دونك ولياً.

  وفي حلية الأولياء: أنه نعي إلى أبي مسعود الموصلي ابناه فما حل حبوته حتى قال: ظالمين أو مظلومين، فقيل: مظلومين، فحل حبوته وخر ساجداً، ثم رفع رأسه، فقال: كيف كان قصتهما؟

  وفي حلية الأولياء: عن عطاء الخراساني قال: ما من عبد يسجد سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت.

  قلت: ويدخل تحت سجود اللجوء إلى الله وسجود التضرع سجود التوبة والاعتراف بالذنب وسجود الخشوع، ويفرق بينها بالنية والله تعالى الموفق.