فصل في ذكر بعض ما ورد من الآثار في السجود
  وممن توفي وهو ساجد علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن السبط وهو في حبس أبي جعفر المنصور، قال عبد الله بن الحسن: أيقظوا ابن أخي فإني أراه قد نام في سجوده، قال: فحركوه فإذا هو قد فارق الحياة، فقال: رضي الله عنك إن علمي فيك أنك تخاف هذا المصرع.
  وممن فاضت نفسه وهو ساجد الإمام الناصر الأطروش، ذكر ذلك في الحدائق.
  وفي حلية الأولياء: عن أبي ثعلبة الخشني: إني لأرجو أن لا يخنقني الله ø كما أراكم تخنقون عند الموت، قال: فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد فرأت ابنته أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة فنادت أمها أين أبي؟ قالت: في مصلاه فنادته فلم يجبها، فأيقظته فوجدته ساجداً فحركته فوقع لحينه ميتاً.
  عن وهب بن منبه ركب ملك من الملوك فأعجبه ماهو فيه من زينة الدنيا وكثر الأعوان والغلمان والملابس الحسان، فامتلأ تيهاً وكبراً، فبينما هو كذلك إذ جاءه شخص رث الثياب فسلم عليه، فلم يرد السلام عليه، فأخذ بلجام فرسه، فقال له: أرسل اللجام فقد تعاطيت أمراً عظيماً، فقال: إن لي إليك حاجة أسرها إليك فأدنى إليه رأسه فساره وقال له: أنا ملك الموت فتغير لونه واضطرب لسانه وقال: دعني حتى أرجع إلى أهلي فأودعهم، فقال: لا والله لا ترى أهلك أبداً، فقبض روحه فوقع كأنه خشبة، ثم مضى ملك الموت فرأى عبداً مؤمناً يمشي فسلم عليه فرد السلام عليه، فقال: إن لي إليك حاجة وساره وقال: أنا ملك الموت فقال: مرحباً وأهلاً بمن طالت غيبته، والله ما من غائب أحب إلي أن ألقاه منك،