مقدمة
  والحظ الفخيم قاصداً بذلك وجه الله تعالى لأثوب إليها ويثوب إليها كل مسلم فيكرر قراءتها في كل وقت، خصوصاً العامة، ولست الأول ولست الأخير فقد كتب علماء الإسلام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم كتباً ورسائل مطولة ومختصرة بما فيه الكفاية {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}[ق: ٣٧] ولكن أردت أن أدلي بدلوي وإن كنت قليل البضاعة.
  مستشهداً بقول الأول:
  وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاح
  نسأل الله الحليم الكريم ذا العرش العظيم القبول والتوفيق لما يحبه ويرضاه، وأن يجعله بفضله وإحسانه خالصاً لوجهه الكريم.
  وفي هذه الوريقات جمعت بعض ماورد عن الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وبعض ما جاء عن العلماء العاملين والفضلاء والزهاد الصالحين من المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات في أوقات معينة وغير معينة، امتثالاً لقوله عز من قائل كريم: {وَذَكّرْ فَإِنَّ الذّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[الذاريات: ٥٥] وأول من أقصد بذلك نفسي وأهلي وأولادي وأحفادي وعشيرتي، ثم المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، في مشارق الأرض ومغاربها، هدانا الله تعالى وإياهم إلى طاعته، وأعاننا وإياهم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وجنبنا وإياهم شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، وشر شياطين الإنس والجن أجمعين، إن الله على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، آمين آمين آمين رب العالمين وبعد:
  فالصلوات فرضاً ونفلاً، واجباً ومسنوناً، ومندوباً ومستحباً، عموماً وخصوصاً، ليلاً ونهاراً، هي النور، وهي الخير، وهي الطمأنينة، وهي النصر والرزق، وهي السعادة الأبدية، وهي الصلة الأكيدة بملك