مقدمة
  السماوات والأرض جل وعلا، وهي الناهية عن الفحشاء والمنكر، وهي الخير الجامع والدواء النافع في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}[البقرة: ٤٥] وقال تعالى: {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابرِينَ}[البقرة: ١٥٣] وقال تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}[العنكبوت: ٤٥]، وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد: ٢٨]، وقال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}[طه: ١٣٢]، وهذه الآيات المباركات الكريمات عامة في الصلوات الخمس التي هي عماد الدين، وركن من أركان الإسلام، وفي سائر الصلوات التي سنها الرسول الكريم ÷ أو ندب إليها.
  وفي آمالي الإمام أبي طالب: عن أنس قال: قال رسول الله ÷: «إن الصلاة قربان المؤمن» وعن قتادة في قوله تعالى: {وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ}[الرعد: ٢٨] قال: حنت قلوبهم إلى ذكر الله، واستأنست به، وقال تعالى: {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ}[الصافات: ١٤٣] قال: كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا. وكان يقال في الحكمة: إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا ما عثر، وإذا ما صرع وجد متكأً.
  وفي حلية الأولياء: عن عتبة بن عبد السلمي أن النبي ÷ قال: «لو أن رجلاً يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت في مرضاة الله لحقره يوم القيامة».