فصل من الكنوز العظيمة من القرآن الكريم
  وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ÷ قال: «ليذكرن الله أقوام في الدنيا على الفرش الممهدة يدخلهم الله الدرجات العلى».
  وعنه أن رسول الله ÷ سئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة، قال: «الذاكرون الله كثيراً» قلت: يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله؟ قال: «لو ضرب بسيفه الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دماً لكان الذاكرون الله أفضل منه درجة».
  وعن عائشة أنها سمعت رسول الله ÷ يقول: «ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها بخير إلا تحسر عليه يوم القيامة».
  وعن أبي سعيد قال رسول الله ÷: «لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده» وفي رواية أخرى: «وما قعد قوم في مسجد يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفت بهم الملائكة».
  وعن ابن عباس ® في قوله تعالى: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِي رًا}[الأحزاب: ٤١] يقول: لا يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حداً معلوماً ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر، فإن الله تعالى لم يجعل له حداً ينتهي إليه، ولا يعذر أحد في تركه إلا مغلوباً على عقله فقال: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}[النساء: ١٠٣] بالليل والنهار، في البر والبحر، في السفر والحضر، في الغنى والفقر، والصحة والسقم، والسر والعلانية، وعلى كل حال، وقال {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}[الفتح: ٩] فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو وملائكته، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ}[الأحزاب: ٤٣]. انتهى.