المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

فصل من الكنوز العظيمة من القرآن الكريم

صفحة 291 - الجزء 1

  والضلال، فاسألوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله، واعلموا أنه شافع مشفع، وقائل مصدق، وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه، ومن محل به القرآن يوم القيام صدق عليه، فإنه ينادي مناد يوم القيامة: ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن، فكونوا حرثته وأتباعه، واستدلوه على ربكم، واستنصحوه علىأنفسكم، واتهموا عليه آراءكم، واستغشوا فيه أهواءكم، العمل العمل، ثم النهاية النهاية، والاستقامة الاستقامة، ثم الصبر الصبر، والورع الورع ... إلى آخر خطبته كرم الله تعالى وجهه.

  فإليك أيها الأخ في الله بعضاً من هذه الكنوز الثمينة، والذخائر الفاخرة، والبلاسم النافعة، فلازمها لتوصلك إلى {جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}⁣[آل عمران: ١٣٣].

  فمن تلك الكنوز والذخائر في القرآن الكريم الفاتحة، وتسمى المنجية، والواقية، والوافية، والدالة، وأم القرآن.

  وعن أبي سعيد بن المعلى عنه ÷: «{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}⁣[الفاتحة: ٢] هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته» وفي رواية: «أفضل القرآن»، وفي رواية: «أعظم سورة في القرآن» وفي رواية «أعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش» وفي رواية: «أخير سورة في القرآن» وفي رواية «شفاء من كل سقم»، وفي رواية: «هي ثلث القرآن»، وفي رواية «تعدل ثلثي القرآن»، وفي رواية: «شفاء من كل شيء إلا السام»، وفي رواية: «لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها».