المسنونات والمندوبات والمستحبات من الصلوات،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

الإنسان والعبادة

صفحة 6 - الجزء 1

  يسير بمقتضاه قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْدًا}⁣[مريم: ٩٣]، وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤا ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ٤٨ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلاَئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ}⁣[النحل: ٤٨ - ٤٩]، وقال تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}⁣[آل عمران: ٨٣]، وقال تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}⁣[الحديد: ١].

الإنسان والعبادة

  الإنسان يخضع كغيره لنظام الكون كالحياة، والموت، والطول، والقصر، والنمو، والولادة، وهو لا يستطيع أن يختار شكله وحجمه، ولا يستطيع أن يختار أباه وأمه.

  بينما يختلف عن غيره من الكائنات بكونه كائناً عاقلاً يملك القدرة على الاختيار في الأمور السلوكية؛ لأن الله جعله مختاراً في السلوكيات وأفاض عليه بنعمة العقل، ووهبه حرية الاختيار، فهو يستطيع أن يفعل الخير مختاراً وكذلك الشر.

  ونرى فارقاً بين علاقة الإنسان التكوينية التي لا يستطيع أن يمتلك اختياراً فيها، وبين علاقته السلوكية التي منحه الله الاختيار فيها فباستطاعته أن يختار طريق العبادة التي أمر الله بها وهي طريق الخير، وباستطاعته أن يختار طريق الخضوع لغير الله التي هي طريق الشر، وهو في الحالتين مختارٌ مثابٌ على الأولى ومعاقبٌ على الأخرى،